رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 18 أبريل 2024 9:33 ص توقيت القاهرة

أحببت خائنا

غفران دقايشي / تونس

أحببت خائنا

- سأتزوج

- ماذا؟؟؟

ساد الصمت و مرت اللحظات سنوات.. تعلقت خلالها عيناها على زجاج النافذة.. لقد كانت مغلقة رغم ذلك أحست.. أحست بقطرات المطر تتغلغل في عروقها.. لعلها تستفيق.. هاهما على حافة الجبل.. جبل جليد ينهار.. أخطأت في استعمال هما.. فقط هي.. أصوات الموج تلك الليلة كان غريبا.. جميلا.. عذبا.. و هما.. حينها كانا هما.. في حضنه تلملمت كأنها تهرب إليه و هو يهرب إليها.. تعالي أخبئك و أختبئ فيك.. تعالي أحبيني.. تعالي حضنك يناديني.. خصلات شعرك تقتلني.. تأويني.. تتحول غانيشا أو دورغا لتأسرني.. لتحميني.. معك لا أفكر في هربي.. فهروبي إليك لا أكثر و هروبي إليك كل هروب.. جسدك كل أوطاني.. عطرك أفضل رائحتي و ألذ عطوري رائحتك.. هل ترين النجم هناك؟ سيريوس أكبر نجوم السماء.. بل أنت أكبر نجم فيها و أنا أحملك.. فأنا سماؤك.. لا تغاري.. لست أكبر نجم فقط.. بل أنت كل نجومي.. حتى أنك قمري الأوحد.. كل الكواكب و المجرات أنت.. أنت كل التفاصيل.. لاتنقصي أي تفصيل.. كي لا يختل اكتمالي.

هات يدك سأحملك و أغوص بك أعماق المحيط.. لا خوف مني.. كل خوفي عليك.. فأنت كل اطمئناني.. أحبك روحك و جمال عيونك.. أسير خلف تلك الرموش.. برب الحب لا ترحميني.. زيدي أسري.. زيدي تعليقي.. فعذاب حبك فردوس.. و حريقي لأجلك ريح شتاء.. إن طلبت الرحمة منك يوما قولي طلبك مرفوض. حقا إن يوما تركتيني لأنثى غيرك سأحترق.. إنك كل إناث الكون.. أشعر أحيانا أنك حواء.. و إن لم تكوني فأنت حوائي.

اللعنة على تلك الدموع.. غبية تلك المياه المالحة تنزل دوما في الأوقات الخطأ.. أنزلت النافذة لتختلط دموعها بالأمطار.. عنيد كبرياء الأنثى.

هل ستنام معك على ذاك السرير؟ سريرنا.. كم أثرنا فوقه الشغب و كم كنت سيدة الموقف. كنت دائم الرضوخ أمامي. ستنحني لغيري الآن.. ستطارد غير شفاهي.. ستنام على نهدي أخرى.. ماذا عن تفاصيلي؟ وشم قبلي لن يمحى.. لن يمحى حتى لو أحرقت نفسك سأظل عالقة بك.. كلي و بكل تفاصيلي.. لون أحمر شفاهي.. طلاء أظافري.. طريق مرور أصابعي من رأسك حتى قدميك.. نغمة ابتزازي فريدة.. تجعلك تجن.. تغتصب الحائط.. تخرج منه الكلمات.. حرارة شهوتك لاتوصف.. نسيت في وصفك لي.. أنا كل نيران العالم.. فعلا أحرقتك.. لن تنسى مذاق لساني.. أنا التي فجرت ماء شهوتك بلمسة بينما تتدرب أنت أشواطا.. كأنك ستحمل بطفلي لو لم يكن الرحم بداخلي.. لكنك حملت بي.. فأنا كل أطفالك.. دعك الآن من الآطفال.. أنجبني.. لا تقلق سأعلمك الولادة كي تلدني كل حين.. كي لا يموت الحنين إلي.. وهل يموت؟ هل أموت؟ سأقتلك قبل مماتي كي لا تتاح لغيري.. أنا أو لا أحد.. أعلم أنك لن ترفض فهذا أساسا مبتغاك.. لاتقلق سجانك عديم الإحساس لن أدعك ترى النور بعدي.. فقط نوري و هو كل الأنوار. أحضر عاهرتك الآن و دعها تستلقي على ذاك السرير.. فلتغرق نفسها بكل العطور و لتضع أحمر شفاه فاقع.. ليكن ثوبها قصيرا دون حمالة صدر عسى أن تجعلك تهتاج.. أملا في أن تفرغ شهوتك في مهبلها العقيم فهي ليست أنا التي تحمل منك على حين قبلة.. ستظل تلك الزوجة عاقر.. لن تعرف أين تخبئ ماء شهوتك.. فقط أصابعي من تعرف.. دون أن ألمسها حتى تسمع أذناي الآه.. كم أنك ضعيف أمامي و كم هي عاجزة عن منافستي.. لا تعلم أنك تتمنى تمرير لسانك على كامل جسدي.. تتمنى عض كل أجزائي.. تتمنى تقبيل أقدامي حتى و أنا ملتفة في حجابي.. أعلم أنها لو تعرت أمامك الدهر بأكمله لن تثيرك مثل إثارتي و أنا في عز احتشامي.. شتان.. لا تقلق سنخون الغياب و نلتقي.. سنخون تلك العاهرة.. زوجتك العقيم.

ارتسمت على وجهها ابتسامة خبث و لمعت عيناها.. كانت خصلات شعرها قد التصقت بوجهها لما خالطت قطرات المطر التي أصبحت متتالية كأنها عاصفة.. إما تريد ايقاظها من كابوس اليقظة و إما تشجعها على المواصلة.. لن تفهم إلا ما تريد.

جميع أشيائك جمعتها.. إني أصب عليك البنزين لأحرقك معها.. لا تجزع إنها أضعف من ناري.. خذ معك، أول قبلة، أول حضن، خذ معك حتى المكان، تلك الشجرة العالية.. أحرق أيضا العصافير التي كانت شاهدة على أول لقاء.. أكبر معصية.. أول خطوة نحو الخطأ.. أحرق كل التفاصيل.. بدلتك، ثيابي، حتى زجاج السيارة.. و المقود أيضا فعليه ارتسمت أصابعنا تتعانق.. الحل الأفضل.. أحرقك أنت و الدنيا.. سأعيش في كوكب آخر و لتعش أنت في الجحيم سعيدا.

أيقظها من خمرة الشعور صوته الذي أصبح يمثل بالنسبة إليها نشازا.. سألها عن رأيها.. عفوا؟ مالذي ستقوله و ماذا سينفع رأيها.. إنك تتزوج هل تعلم؟

_ أوقف السيارة.. سأنزل.. أسفي على نفسي لحظة أحببت خائنا

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.