هنا نابل / الجمهورية التونسية
أرحلي غير مأسوف عليك سنة ٠٠٠2020!
المتابعة بقلم المعز غني
لقد قاربت سنة ( 2020 ) على الإنتهاء هي سنة لها ما لها وعليها ...بسبب جائحة كورونا التي إجتاحت العالم باسره و حصدت الأرواح قد نختلف في الأحداث التي تعرضنا لها ، لكن أكيد نتفق إنها سنة لا تنسى سنة لن ينساها أحد منا ولن تتكرر مرة أخري في حياته٠
أسميتها سنة هدم وبناء لماذا ؟
سنة الهدم لأنها أنهت علاقاتنا بأشخاص ما كنا نتصور فراقهم، هدمت شعارات وأوهام البعض عاش فيها فترة من حياته وفجأة صحينا وأكتشفنا إن كل ذلك وهم وكذب وخداع٠
كشفت الغطاء عن أشخاص كانوا قدوة أو علامة في حياتنا، إكتشفنا أنهم لا شيء مجرد أقنعة زائفة ٠
سنة المواجهة مع النفس قبل أن تكون مواجهة مع الآخرين ، جعلتك تنظر داخلك وترى الأشياء بوضوح بطريقة مختلفة لم تكن تراها من قبل وذلك لم يكن بإرادتنا وإنما فرض علينا أيام الحجز الحجر الصحي الشامل ٠
و يالها من أيام فوجئنا أننا لم نكن نعرف أهلنا ولا أولادنا ولا أزواجنا ولا حتى أنفسنا لأننا كنا مشغولين في عمل أو دراسة وغيرها من مشاغل الحياة أجبرنا على البقاء في المنزل وأصبحنا نرى الأمور بنظرة مختلفة٠
فمنا من عرف كيف يتجاوز الموقف ومنا ما وصل به الأمر لإنهاء حياته الزوجية أو تغيير مهنته ليتعايش مع المستجدات من حوله وفي كل الأحوال لم يبقى أحد على حاله٠
لماذا سنة بناء؟
لأنها سنة تعلمنا فيها دروسا لا تنسي وأهم هذه الدروس هى أن قدرة الله فوق كل شيء٠
وكيف أن فيروس صغير لايرى بالعين المجردة
أجلس الناس في بيوتها، تسبب في خسائر فادحة٠
إنهيار فكرة الدول العظمى وأصبح أنسب ما يقال لمن الملك اليوم ؟
للواحد القهار سبحان الله العلي العظيم ٠
هى سنة للتعليم والتقويم و الإستفادة من الدروس وليس الجلوس والبكاء والأنهيار٠
ما حدث في هذه السنة لم يكن صدفة هو قدر الله وحكمته لايوجد مجال للصدفة في حياتنا إنما هو تقويم للبشر، و من محاسن هذه السنة هو لجوء البعض إلى الله بعد أن كان بعيدا كل البعد عن الطاعة والعبادة من أجل رفع الوباء والبلاء ٠
هى سنة للصحوة الروحية داخلنا بعد فترة قاسية على النفس من مرض وفقد أهل وأحباب٠
وأحب أن أقول في النهاية إنها سنة ستمر بكل مافيها وأن المنحة تأتي بعد المحنة وإن بعد العسر يسرا وأن القادم أفضل بإذن الله ٠٠٠٠2020
أرحل عنا غير مأسوف عليك.../.
إضافة تعليق جديد