يارا المصري
صرح مصدر مسئول مقرب من كبار القادة في جهاز الأمن الفلسطيني ، إنهم اكتشفوا خلال الأشهر القليلة الماضية محاولات عديدة لنشطاء من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين ، لتقويض زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية في السامرة.
وبحسب مسؤولين كبار ، فإن جهاز الأمن الفلسطيني سيواصل بذل كل ما في وسعه لحماية الشعب الفلسطيني حتى من الفلسطينيين المسلحين الذين يهددون السلامة الشخصية لسكان جنين والروتين اليومي لجميع سكان منطقة السامرة.
وهذه الأساليب وغيرها ليست بالبعيدة عن أسلوب حماس في تحقيق أهدافها، فيعتمد هدف “حماس"، المتمثل باستعادة نفوذها السابق في الضفة الغربية، وبخاصة منطقة جنين والسامرة، على عدة عوامل حاسمة.
فإذا استمرت الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، سوف تحاول الحركة شحن الرأي العام حتى يتحول المنظور الفلسطيني تدريجيًا نحو الانتفاضات العامة والمسلحة. تنسجم هذه البيئة مع استراتيجيات المقاومة الشعبية التي تتبعها "حماس"، والمتجذرة بعمق في مبادئ محاربة الاحتلال.
يشير استطلاع رأي حديث أصدره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في كانون الأول/ديسمبر 2022 إلى تزايد الاستياء من نهج السلطة الفلسطينية، إلى جانب زيادة الدعوات إلى الانتفاضات المسلحة. فضلًا عن ذلك، أظهر الاستطلاع أن الدعم لحل الدولتين الذي كان شائعًا في يوم من الأيام قد تضاءل مع استمرار بث حماس لأفكارها في الضفة الغربية، وتراجع الحلول السياسية. يمثل ذلك تحولًا تاريخيًا في الرأي العام لم نشهده منذ نهاية الانتفاضة الثانية عام 2005، ما يوفر أرضًا خصبة لـ"حماس" لتوسيع نفوذها وأنشطتها داخل الضفة الغربية.
وتتزايد أنشطة "حماس" في الضفة الغربية في حين أن وجودها لم يكن هو الشرارة وراء المواجهات المسلحة الأخيرة في المنطقة، استغلت "حماس" بمهارة الوضع الحالي لتوسيع نفوذها. وخير مثال على ذلك هو دعمها الإعلامي والمالي لمجموعة "عرين الأسود"، وهي جماعة مسلحة ظهرت في نابلس في أواخر العام 2022 واكتسبت شعبية فلسطينية واسعة النطاق.
بالإضافة إلى قيام أعضاء "حماس" بتأسيس أنفسهم في هذه التنظيمات المشكلة حديثًا، شهد نشاط جناحها العسكري "كتائب القسام" زيادة ملحوظة، خصوصًا في منطقة جنين. ومن المثير للاهتمام أن "كتائب القسام" بدأت تظهر علنًا إلى جانب فصائل مسلحة أخرى أكثر نفوذًا في شمال الضفة الغربية، مثل "كتائب الأقصى" التابعة لـ"فتح" وأعضاء حركة "الجهاد الإسلامي الفلسطينية".
نتيجة لذلك، لعبت "حماس" مؤخرًا أيضًا دورًا فعالًا في التأثير على مجرى الأحداث في جميع أنحاء الضفة الغربية. ومن الأمثلة اللافتة على ذلك شن أحد المسلحين من "حماس" هجومًا عبر إطلاق النار في اليوم ذاته من قمة العقبة، وهو مؤتمر متعدد الأطراف يهدف إلى تهدئة التوترات الأمنية المتصاعدة وتصاعد العنف المسلح في الضفة الغربية.
أسفر الهجوم عن مقتل مستوطنين إسرائيليين، وأدى في نهاية المطاف إلى حالة غليان لدى المستوطنين في حوارة، تخللتها اشتباكات مع فلسطينيين وهجمات بإضرام النيران ألحقت أضرارًا كبيرة بممتلكات الفلسطينيين. وبدلًا من تخفيف حدة النزاع في قمة العقبة، لم تؤدِ أفعال "حماس" إلا إلى تفاقم الصراعات الداخلية.
إضافة تعليق جديد