أنا مـن أعَـرتـك مهـجـتي

بقلم مصطفى سبتة

كـل الطـيور تواضعت مـن طـيني

ومُـروءتي كـالـمـاء فـي تـكـويـنـي

شـرفي أصـولٌ والأصـول ثـوابـتٌ

وبـه أَطَـلَّ عـلى الـحـيـاة يـقـيـني

لي فـي سـماء الـعز صرحٌ شـامـخٌ

وعـلى الـتراب شـواهـد تـرويـنـي

أنـا لا تُضاهى في العصور فـرائـدي

والـتَّـبـر فـي أسـفـارهـا يـحـدونـي

غـامـرت في كل الصـعاب بهمةِ ال

آسـاد عــيـش الـذِّل لا يـرضـيـنـي

وَلَـكَـمْ أَنَـاخَ الـعـاتـيـات تَـجَــلُّـدي

وَاسَّـاقَـطَـتْ كُـل الـقـياصـر دوني

بَـأسـي شَـديـدٌ غَــيْـر أنِّـي مـرهـفٌ

ويـكـاد يَـجْـتَـثُ الـفـؤاد حـنـيـنـي

آهٍ فـمـالـك تـجــهـلـيـن تَـوَجُّــعـي

أنا مـن أعَـرتـك مهـجـتي وسنيني

قـولـي ومـالـك تَـرتضـين تَـلـوُّعي

وأنا ارتـضـيتك رحلـتي وسـفـيني

يـا غـايـة العشق التي في سِـفْرها

عَـزف الـمـســاء لـحـونـه بأنـيـنـي

إن تَـطـلُـبي مـني الحياة فـفـوقـها

لـكِ مَـا حـوتـه من الضياء عيوني

شَـرَّعـت أشـواقـي إلـيـكِ نـوافـذاً

أوَّاهُ يـــا دنُْـيـايَ لــــو تـدنـيـنـــي

لغزلت في شغف الشعور قصائدي

ومـددتـهـا جـسـرا لـكـي تـأتـينـي

وتركـت عمري في مـدارك سـائحا

فَـلَـعَـلَّ، وجهك قبلتي يَـهـديـني

أنا لست أعهد غير عشقك في دمي

وكـفـى بصـدرك مـوطـني وعـريني

ما لـي سـوى عـيـنـيك لا تتـعجبي

إن ضقت بي أو صحت كالمجنون

يـا بـسـمـة الـدُّنـيـا أتيـتك حـاملاً

ألـمـي فـيـا كُـلَّ الـهـوى ضُـمـيـنـي

لـولاك مـا غَـمَـرَ الـغـرام جـوانـحي

كَــلَّا ولا خَــطَّ الــشُّـعـور وَتِــيـنـي

يـا مــن تَـخِــذْتـك لـلـرؤى نــوَّراة

شَـعَّـت تـزيح بـعـتمتي وظـنـوني

لـيَـظـلَّ طُـهـرك فـي برأءة أحـرفي

يَـنْــثَـال كــالآيـات فــي تــدويــنـي