رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 9 مايو 2024 8:20 م توقيت القاهرة

(أول حاجة في كل حاجة)

بقلم.. هدى عبدالله

دايما أول حاجة في حياتنا صعب ان احنا ننساها .. بتعلم معانا وفينا ونفضل فاكرنها طول حياتنا؛ أول حاجة في حياة أي حد هي اللي ليها السبق في ثباتها ف الذاكرة ومن هنا جت الفكرة اني اكتب العمل ده وافتكر معاكم( أول حاجة ف كل حاجة )

أول يوم مدرسة

أول يوم اذهب فيه إلى المدرسة كان مع أبي؛ لست اذكر أنني كنت فرحة بقدر ما كنت متوجسة؛ لا شك أن (المريلة) والحذاء الجديد وضفائري التي كانت تعلوها شرائط بيضاء كانت تجعلني أشعر أنني مقبلة على حدث جلل سيحدث اليوم؛وسرت مع أبي في صمت لا يحدثني ولا احادثه؛ كان الطريق طويلا من منزلنا إلى المدرسة؛ولكني كنت طفلة صبورة لم اتذمر لم اشكو من طول الطريق حتى اذا وصلنا الى باب المدرسة؛وكان كبيرا عظيما بالنسبة لي مفتوحا على مصراعيه؛ والفناء واسع جدا وأطفال كثيرون يملأون المكان وكان أكثرهم يبكي لست ادري لماذا يبكون؛ وأنا أحاول أن استوعب؛ الجميع يرتدون الأحذية الجديدة والثياب الجديدة؛وكأنهم في يوم عيد؛ وبعد وقت ليس بقصير؛ نادى شخص ما على أسماء بعض الأطفال؛ ومن ثم كل طفل منهم يستطيع أن يعرف فصله ثم يذهب إليه؛ وظل ذلك حتى سمعت اسمي وأنا أمسك بيد ابي ننتبه ونسمع؛وذهبت مع أبي لا دخل فصلي و شعرت به يسحب يده من يدي بهدوء فانتابتني رعدة فقال لي: اقعدي مع زمايلك بقا أنا ماشي.. ؛ نظرت إليه ولم أنطق ؛ فقال: متخافيش أنا هاجى أخدك لما تيجي تروحي؛ فجلست وأنا أنظر إليه وهو يغيب عن عيني شيئا فشيئا حتى غاب تماما..
دخل المدرس وجعل يقول: كل واحد ف مكانه مش عايز صوت خالص؛ بينما أنا أسمعه في شرود وأنا خائفة من أشياء لم تخطر بباله ولا تهمه من أن تلميذا أتى إلى هذا المكان لأول مرة كيف يكون شعوره في أول يوم له هنا ..ذهول..ترقب.. غربة! كذلك كنت أشعر؛ كنت أخاف إلا يعود أبي؛ كنت أخاف أن أظل وحدي في هذا الكون؛ كيف الوصول إلى منزلنا؛ كيف الوصول إلى غرفتي و عرائسي ومطبخي الصغير وحجرة النوم الصغيرة التي كنت ارتبها وقد اهدتنيها جدتي؛ فهل سيعود أبي؛ انه كثير النسيان؛ ربما نسيني فما العمل وكيف الوصول إلى منزلنا؛ و ظللت مشتتة في ذلك اليوم حتى سمعت دقات الجرس؛ فسمعتهم يقولون: ده جرس المرواح..؛ يعني ايه مرواح! نروح يعني؛ قالوا :ايوة
و اذا بالكل يهرع إلى باب الفصل كي يصلوا سريعا إلى الباب العظيم؛ كنت اتحاشى الأولاد حتى لا اصطدم باحدهم خاصة وأنا ذات جسم نحيل ضعيف؛ ولما نجحت في الوصول إلى باب الخروج رأيت أصحابي كل منهم راح يسرع إلى أبيه وامه فرحين؛ وتلفتت أنا فلم أجد ابي فحزنت؛ قلت في نفسي ان كل ما خفت منه أن يحدث فها هو يحدث الآن؛ لقد نسيني ابي ولن اذهب إلى بيتنا ثانية؛ كيف لي أن أنام؛ وكيف لي أن آكل أو اشرب او اغير ملابسي حتى لا تتسخ؛ يارب ماذا أفعل؛ وبينما أنا في تفكيري وخيالاتي هبطت يد على كتفي وصوت حنون يقول (بنتي حبيبتي)؛ التفتت في لهفة: بابا.. قال: ايه يا حبيبتي مالك ايه اللي خرجك بره مستنتنيش جوه ليه أنا كنت جي أخدك من جوه المدرسة؛ نظرت إليه وأنا أحاول حبس دموعي ولم اشعر بنفسي إلا وأنا ارتمي في احضانه .
 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.