رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 8 أغسطس 2025 6:23 م توقيت القاهرة

الإبداع في الجذور والتفاني في الوصول.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد إنه ينبغي السعي الحثيث لإشباع الأفراد في الأمور المهمه لكي يبدعوا في الجذور ويتفانوا في الوصول إليها التي هي الأهم حتى نبني مؤسسات مبدعة وناجحة في مختلف المجالات، وإن بلادنا تعيش منذ سنوات حركة إصلاح تربوي واسعة، ومع ذلك فإن قضايا ومشكلات عمق الإصلاح التربوي وإمتداده وإتساعه تعنينا نحن أيضا، وجوهريا هناك ثلاثة أشياء فقط جديرة بالإهتمام عند الحديث عن الإصلاح التربوي، ولكن هل للإصلاح التربوي عمق؟ وهل يحسّن الإصلاح التربوي الجوانب المهمة.
في التعلم الطلابي أكثر من مجرد الجوانب السطحية منه؟ وهل للإصلاح التربوي إمتداد زمني؟ وهل هو باقي لمدة طويلة من الزمن؟ وهل للإصـلاح التربوي إتساع؟ وهل يمكن أن يتوسع إلى ما هو أبعد من بضع مدارس أو شبكات أو عروض أولية؟ فالإصلاح التربوي الناجح هوأنه لا يصل إلى الإصلاح من بعد واحد أو بعدين ولكنه، كالرسم التكعيبي يصل إليه من الأبعاد الثلاثة في نفس الوقت، ولكن ما الذي يؤدي إلى النجاح في الأبعاد الثلاثة للإصلاح التربوي؟ وكيف تتفاعل الأبعاد الثلاثة؟ وما هي الإستراتيجيات التي تضمن التقدم؟ فأول أمر هو العمق، وهو الفهم الإجتماعي والوجداني يوما بعد يوم، ويطمح المصلحون إلى ما هو أكثر من تحسن نتائج التحصيل الطلابي، فهم يريدون تعلما عميقا وقويا وعالي الأداء من أجل فهم يهيئ الصغار للمشاركة في مجتمع اليوم.
والتعلم من أجل الفهم ليس مجرد تعلم معرفي أو نفسي، وهذا التعلم يشتمل على ماهو أكثر من التعلم الإستنتاجي، والإدراك المتعدد، وما بعد المعرفة، والتعلم المبني على حل المشكلات، فالتعلم العميق ثقافي ووجداني أيضا، فعلى الطلاب أن يدمجوا التعلم في سياق ما تعلموه سابقا، وفيما يدرّسهم إياه المعلمون الآخرون، وفي ثقافتهم وحياتهم وبالإضافة إلى إقامة روابط ثقافية، فإن على المعلمين أن يوجدوا روابط وجدانية مع الطلاب وروابط بين الطلاب أنفسهم، وهذه الروابط هي التعاطف والتحمل والولاء، فالفهم الوجداني أي القدرة على الفهم اللماح لمدى تعلم الطلاب أو لمشاركتهم في التعلم أساسي بالنسبة لأولويات معايير التعلم، فبدون الروابط القوية والعلاقات الدائمة مع الطلاب فإن الفهم الوجداني ومعايير التعلم سيختلان، وأيضا الإمتداد الزمني.
وهو إطالة أمد التغيير عبر الزمن يتطلب التغيير التربوي أكثر من مجرد الإستراتيجيات، فهو يحتاج إلى طرائق تساعد على توقع العوائق والتغلب عليها من أجل إطالة أمد التغيير، وقد ذكرت المصادر أن هناك حالتان لمدرستين ثانويتين تجديديتين، تعرضان لنا نماذج واقعية لهذه الإشكالية إلى حد كبير، وهي مدرسة لورد بايرون الثانوية، وقيل أنه عندما تم إفتتاح مدرسة لورد بايرون الثانوية في أونتاريو كندا عام ألف وتسعمائة وسبعين ميلادي، وكانت واحدة من أعظم المدارس الثانوية تجديدا في أميركا الشمالية، فقد كانت تطبق النظام الفصلي، وتميزت ببيئة معمارية مفتوحة، وأقسام علمية متداخلة، وأخذت بأسلوب التعليم الجماعي والتعلم الذاتي، وتم إختيار معلموها بالإنتقاء الشخصي الدقيق من قبل مدير المدرسة ذي الشخصية الآسرة.
وكما إستخدم معلمو المدرسة كلمات مثل إنتعاش وإثراء وإثارة وتحدي في وصفهم للسنوات السبع الأولى في هذه التجربة الضخمة، وكما تحدث المعلمون عن التعاون فيما بينهم، وعن التوهج الفكري للمناقشات التي كانت تجرى في غرفة المعلمين، وعن برنامج التطوير المهني النشط على مستوى المدرسة، وعن رضاهم الشخصي والمهني، ويتم تقويم المدارس النموذجية في الغالب بنظرة سريعة في مراحلها المبكرة، ونادرا ما يتابع التغيير بعد السنوات الأولى من الإبداع والتجريب، فلقد توسعت مدرسة بايرون أكثر من اللازم في سعيها نحو مزيد من التغيير، ثم إضطرت بعد ذلك إلى التراجع في مواجهة الضغط الخارجي، وبنهاية التسعينات كانت بايرون قد إرتدت إلى أنظمة تقليدية جعلتها غير متميزة عن المدارس الثانوية المحيطة بها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.