رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 7:34 ص توقيت القاهرة

الدكتورة نجلاء صالح تكتب : العولمة وتحديات العصر

بقلم : الدكتورة نجلاء صالح

العولمة هي ظاهرة كونية برزت في العقدين الآخرين من القرن العشرين وقد اختلف الكثير في هذه الظاهرة , كما زاد الجدل في تعريفها فهي تعني GLOBALIZATION” بالانكليزية وهي مشتقة من كلمة ” GLOBE ” إي تعني الكرة والمقصود بها الكرة الأرضية . والعولمة كفعل مشتق من ” عولمة” يعولم” فيقال إن الحياة تعو لمت بعد أن تعولم الاقتصاد والسياسة والثقافة والاتصالات التقنية الأخرى . وكذلك جاءت اصطلاحات تواكب العولمة وتصب في منفعتها كالأسواق العالمية واندماجها في حقول التجارة العالمية والاستثمارات المباشرة وانتقال الأموال, وخضوع العالم لقوى السوق العالمية .وتعددت التعاريف لمفهوم العولمة , فقد عرف رونالد روبرتسون العولمة بأنها ” اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش ” بينما عرفها أنتوني غيدنز بأنها ” مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداثة تزدهر فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي، حيث يحدث تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج، ويتم فيها ربط المحلي والعالمي بروابط اقتصادية وثقافية وإنسانية ”

وذهب آخرين لتعريفها- بأنها القوى التي لا يمكن السيطرة عليها كالأسواق الحرة العالمية والشركات المتعددة الجنسيات التي ليس لها ولاء لأية دولة قومية .وبعضهم قال – إنها حرية حركة السلع والخدمات والأيدي العاملة و رأس المال والمعلومات عبر الحدود الوطنية والإقليمية. وهناك فرق واضح بين النظام الدولي, والعولمة فالأول- هو تعاون وتبادل بين الدول في جميع الميادين المختلفة كالتجارة والثقافة والتبادل التجاري والتقني الخ.., بينما الأخيرة هي تعاون بين جميع الدول مع المؤسسات العالمية الكبرى من خلال التبادل الشامل مع إطراف الكون المختلفة وتحويل العالم إلى قرية كونية وإلغاء الحدود والفواصل ضمن نظام عالمي جديد يقوم على الثورة المعلوماتية , دون النظر إلى إي اعتبارات للحضارة والقيم والثقافات والحدود الجغرافية

فالعولمة هي التدخل المريع للقوى العالمية المتمثلة بالمؤسسات والدوائر العالمية في أمور الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة دون الاكتراث بالحدود والمفاهيم السيادية للدول الأخرى ودون اللجوء إلى إي إجراءات

وللعولمة تحديات كثيرة أهمها:

1– التحدي السياسي : إن واقع الأحداث والتطورات العالمية والإقليمية الراهنة لها مضامين وأبعاد ليست بخافية كما أن لها أثر على مسيرة التطور والنمو ، وهناك مسؤلية عظمى ملقاة على الأنظمة التعليمية والتربوية بهذا الصدد ، كماسيشهد العالم تحولات سياسية هائلة منها العولمة السياسية ، ودمج شعوب العالم في مجتمع كوني واحد تحكمه قوانين عالمية موحدة لا تعترف بالحدود والحواجز بين الدول ، وتزايد تدخل بعض المراكز الجديدة في صنع واتخاذ القرار السياسي العالمي .

2 – التحدي الاقتصادي :

تتمثل في حدوث تحولات كبيرة من الاقتصاد الإقليمي إلى الاقتصاد العالمي، ومزيد من العولمة الاقتصادية الرأسمالية مما يؤدي إلى بروز عالم بلا حدود اقتصادية، وزيادة معدلات التجارة العالمية، وعالمية الإنتاج المتبادل ، وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات واتساع نطاق أنشطتها ، بشكل يؤدي إلى سرعة تحرك رؤوس الأموال والمعلومات والمنتجات وعناصر العمل.

ومن القضايا الملحة الهامة في هذا المضمار :

أ – استمرار هيمنة الموارد الأحادية على مصادر توليد الدخل وعلى وجه التحديد النفط والغاز الطبيعي .

ب – اختلال سوق العمل والاعتماد على العمالة الوافدة ، على حساب توظيف العمالة الوطنية .

ج – قيام الركائز الاقتصادية لدول المجلس على التنافس المبني على التشابه لا التكامل.

د – يتعلق بآثار العولمة اقتصادياً المتمثلة في تحرير التجارة والاستثمار الدوليين وما يستلزمه من رفع للحواجز الجمركية والتخلي عن حمايات المنتجات الوطنية.

هـ – ارتفاع معدلات نسب النمو بين المواطنين وتأثير ذلك على معدلات النشاط الاقتصادي .

3 – التحدي الاجتماعي الثقافي :

معدلات النمو السريعة في مجالات التنمية الاقتصادية والتجهيزات الأساسية أفرزت عدم التوازن والخلل والتأثيرات السلبية على الجوانب الثقافية والاجتماعية ، فهناك عوامل كالطفرة الاقتصادية والعمالة الأجنبية والانفتاح الإعلامي أدى إلى تراجع التعاطف والتكامل الاجتماعي وضعف الترابط الأسري وغيره.

إن مجتمع المعلومات العالمي بأشكاله وتنظيماته وصناعاته وخدماته ونسق معاييره سوف يعتمد على التطور النوعي والكمي للمعلومات، وإمكانية السيطرة على مصادرها وتوظيفها في صياغة المستقبل، والمعرفة سوف تكتسب في المستقبل عبر ثلاث طرق هي: التعليم والتعلم والبحث العلمي والتطور التقني، وسوف تكون السمة المميزة للنمو الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين هي التطبيق المنهجي للمعرفة في الأغراض الاقتصادية.

4- التحدي العلمي والتقني والإعلامي:

من أبرز مستجدات هذه المرحلة التسارع المذهل للثورة العلمية والتقنية المعلوماتية وتطبيقاتها في البلدان الصناعية وانعكاس هذا على الهياكل المهنية للقوى العاملة كماً وكيفاً .

* إن من أهم تداعيات ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات انهيار مفهوم الزمن ، حيث تداخلت الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل بفضل التقنيات الحديثة ، وتحول مفهوم الوقت من قيد إلى مورد وانهيار مفهوم الثبات أو الاستقرار فالتغير هو الثابت الوحيد في المستقبل .

*حدوث تطورات هائلة في أدوار وسائل الإعلام ، فالجيل القادم من تكنولوجيا الإعلام سوف يشكل طفرة من حيث قوة البث وكثافته ، والقدرة على التقاط الصورة ، وسوف يشهد المستقبل كثيراً من الاندماجات بين الشركات الإعلامية الكبرى في العالم ، والتي سوف تحكم عملية التدفق الإعلامي عبر الحدود ، وسوف تلعب أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال دوراً أساسياً في نشر المعلومات.

– أن من أهم التوجيهات المستقبلية المتوقعة لتكنولوجيا الإعلام، التحول من الإعلام إلى الاتصال ، والتحول من العزلة إلى الاندماج والتكتل، والتحول من الترابط إلى التفكك التنظيمي، والتحول من سيطرة المرسل إلى خيار المتلقي، والتحول نحو مزيد من البرامج المتخصصة، وممارسة العمل الإعلامي من المنازل ، علاوة على تزايد استخدامات الانترنت كوسيط إعلامي، وظهور ثقافة عالمية وضعف الثقافات المحلية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.