رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 11:02 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن العلاء بن عبد الله " جزء 6" 

 

 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الصحابى الجليل العلاء بن عبد الله، ولقد أسلم العلاء رضي الله عنه قديما وكان من أسرة مرموقة في الجاهلية حيث أبوه كان حليفا لحرب بن أمية والد أبي سفيان، وما أن سمع العلاء بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى ألهمه الله الهدى والرشاد فآمن وكان من الصحابة الأوائل مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من الجعرانة أن بعثه رسولا من قبله إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين وبعث معه كتابا يدعوه إلى الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يبعث أحدا برسالة وخاصة إلى الملوك إلا إذا كان حكيما حصيفا حكيما لبيبا، ومما يدل على كرامة هذا الصحابي الجليل. 

 

هو أن النبي صلى الله عليه وسلم خلى بينه وبين الصدقة يجتبيها وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا، فيه فرائض الصدقة في الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال يصدقهم على ذلك، وأمره صلى الله عليه وسلم، أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردها على فقرائهم وبعث النبي صلى الله عليه وسلم، معه نفرا منهم أبو هريرة، وهكذا كان الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمين من الصادقين في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن كتبة الوحي، فقد تعلم القراءة والكتابة، وأسلم قبل فتح مكة، وكان له شرف الصحبة والجهاد تحت لواء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة، ويوم حنين وحصار الطائف في السنة الثامنة الهجرية. 

 

وبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم سفيرا وداعيا من دعاته إلي أهل عمان ليعلمهم شرائع الإسلام وصدقات أموالهم، وكما بعثه إلى المنذر بن ساوي العبدي بالبحرين، ونجح العلاء في سفارته ودعوته أعظم نجاح، واستطاع أن يستنقذ البحرين من السيطرة الفارسية بلا قتال بإسلام عامل الفرس عليها المنذر بن ساوي، وأسلم جميع العرب بالبحرين، ثم أصبح أمير وعامل الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقات على البحرين، موضع ثقة وكان العلاء موضع ثقة الرسول عليه الصلاة والسلام وأثبتت أعماله أنها كانت في موضعها، فقد أحسن في ولايته غاية الإحسان كما أحسن في تولي الصدقات.

 

وكان أحد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي القرآني ورسائله النبوية، وهناك نصوص في بعض الكتب النبوية كتبها العلاء، وكان من عمال الخليفة أبي بكر الصديق حتى توفى أبوبكر، فأقره عمر بن الخطاب وأثبت نجاحا وكفاية في إدارة ولايته، وبرزت شخصيته القيادية وحبه للجهاد في سبيل الله والفتح عندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وارتد أهل البحرين كما ارتد غيرهم في سائر شبه الجزيرة العربية، إذ عاد الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه، ولما عقد الخليفة أبو بكر أحد عشر لواء لحرب المرتدين كان أحدها للعلاء وأمره بالبحرين لحرب المرتدين في تلك المناطق وما حولها. 

 

وسار العلاء على رأس جيشه الى البحرين على طريق الدهناء ليصل الى البحرين من أقصر طريق وهي صحراء مخوفة خالية من الماء والمرعي فلقي ورجاله صعوبات ومشقة حتى أصبحت حياته وحياتهم في خطر عظيم، واستطاع استعادة فتح البحرين كافة عنوة وخاض عدة معارك للقضاء على المرتدين، إرادة قوية وبصيرة وذكرت المصادر انه عرف بالشجاعة والإقدام والورع والإيمان العميق وكان صاحب إرادة قوية وبصيرة وبعد نظرومعرفة بالرجال والرغبة الشديدة في خدمة الإسلام، وحدث أنه لما ظفر سعد بن أبي وقاص بأهل القادسية وأزاح الأكاسرة جاء بأعظم مما فعله العلاء في حرب الردة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.