رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 1:16 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن المسجد والسوق والعلاقه بينهما "الجزء العاشر "

 

ونكمل الجزء العاشر مع المسجد والسوق والعلاقة بينهما، وقد توفيت الشفاء بعد حياة عامرة بالعمل والإنجازات والإخلاص لرسالتها الإنسانية، التي جمعت بين المعلم والطبيب والإداري، وشؤون التجارة، وقد كانت وفاتها سنة عشرين من الهجرة في سنوات الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وقبل ثلاث سنوات من رحيله في العام الثالث والعشرون من الهجره، ويتبين من هذا أن سوق المدينة وهو سوق المناخة، قد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمت المحافظة على المكان فترات طويلة، وهو أحد الأماكن ذات العبق التاريخي المرتبطة بالعهد النبوي، ويقع غربي المسجد النبوي ويبدأ شمال مسجد الغمامة المصلى، ويمتد إلى القرب من ثنيات الوداع. 

شمال المدينة المنورة قديما، ولكن نعود إلى أهمية المسجد ومكانته في الإسلام، فإن للمسجد أهمية كبيرة في الإسلام، ويكفي أن أول عمل قام به الرسول عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة هو بناء مسجد قباء ثم المسجد النبوي الشريف، و لعل في ذلك إشارة واضحة لأهمية وجود المسجد في المجتمع الإسلامي الناشئ، ولقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم دولته في المدينة على ثلاثة أسس هي قوام أي مجتمع إسلامي على مدى العصور والقرون، فالأساس الأول هو المسجد ليربط العبد بخالقه ورازقه، والأساس الثاني، وهو المؤاخاة ليربط المسلم بأخيه المسلم، والأساس الثالث وهو المعاهدات ليربط المسلم بغير المسلم، وبذلك قامت الدولة الإسلامية. 

وامتدت إلى جميع الأقطار والأمصار، وإن حضارة الإسلام التي أقامها لا تقوم إلا على المسجد، ولا تصلح إلا بالمسجد، ولا يكون لها نور إلا بالمسجد، فقد انطلقت معالم الإسلام من المسجد الذي كان أول شئ فعله بعد الهجرة، ليكون روضة من رياض الجنة، وإن بناء المسجد لم يكن على سبيل المصادفة، ولم يكن مجرد إشارة عابرة، لكنه منهج أصيل، فلا قيام لأمة إسلامية بغير المسجد، أو قل لا قيام لأمة إسلامية بغير تفعيل دور المسجد لأن المساجد الآن كثيرة، لكن الكثير منها غير مفعل، ولا يقوم بدوره المنوط به، لقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم بفصاحته وبلاغته المسجدَ جامعة علمية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج للناس هكذا.

ثم أصبح في المسجد فإذا هو أعلم الناس والله تعالى يقول فى سورة العنكبوت "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون" ولو كنت تكتب لقالوا كتبت القرآن ولو كنت تقرأ لقالوا قرأت صحف الأولين، ولو كنت تقول الشعر، لقالوا نظمت كتاب الله، وسبحانه وتعالى يقول "وما علمناه الشعر وما ينبغى له" إنك أتيت أميا للأمة الأمية فأخرجتها من صحراء الوثنية والتخلف، صحراء الإبل والبقر والغنم إلى ضفاف دجلة والفرات، وإلى قرطبة وسمرقند، وطشقند والسند، يهللون ويكبرون ويسبحون بحمد الله، أليست هذه معجزة؟ بل هي أكبر معجزة في تاريخ الإنسان، فليس المعجزة فقط في أن تحول الطعام القليل إلى كثير، أو تفجر من الصخر ماء. 

لكن المعجزة الكبرى أن تخرج أمة هي تتقاتل على موارد الشاة، إلى أمة تتكلم بألسنة الدهر وتخطب على منابر التاريخ، هذه أعظم معجزة له عليه الصلاة والسلام، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكانت مواضع الأئمة ومجامع الأمة هي المساجد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده على التقوى، ففيه الصلاة والقراءة والذكر وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء، وفيه يجتمع المسلمون عنده لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم، وقيل ما زال المسلمون في قوة مادام معهم القرآن والمسجد، وقال الحسن البصري أيها المؤمن لن تعدم المسجد إحدى خمس فوائد أولها مغفرة من الله تكفر ما سلف من الخطيئة، وثانيها اكتساب رجل صالح تحبه في الله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.