رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 3:17 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن فقهاء الصحابة ( الجزء الرابع )

الدكرورى يكتب عن فقهاء الصحابة ( الجزء الرابع )
إعداد / محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع فقهاء الصحابه وقد توقفنا عندما قلنا أن أعلم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بالحلال والحرام هو معاذ بن جبل، وأعلمهم بالمواريث هو زيد بن ثابت، وفي الحديث، عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ ابن جبل، وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أبي، وأعلمها بالفرائض زيد ابن ثابت، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح " وعن ابن مسعود رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" اقتدوا بالذين من بعدي من أصحابي، أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود " وقد كان الفقه في زمن الصحابة الكرام، مميزا عما بعده باعتبار أنهم أخذوا وتعلموا في زمن نزول الوحي وتفقهوا من العلم النبوي الشريف، وإن أكثر الصحابة الكرام.

ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هم الذين صحبوه ولازموه كانوا فقهاء، وقد اختص كبار الصحابة الكرام، بمزيد اهتمام في تعلم الأحكام وفهمها، وكانوا مراجع للمسلمين، وقد اشتهرت المدينة المنورة بعد العصر النبوي الشريف بوجود جمهور فقهاء الصحابة، الذين كانوا مرجعا أساسيا للمسلمين للتعليم والفتوى، وكانت لهم اجتهادات ومذاهب فقهية، وكان الناس يأخذون منهم أحكام الشرع ويستفتونهم، فيعلمون الناس ويفتونهم بما تعلموه، وكان الخلفاء يختارون الأكفاء من العلماء والفقهاء للولايات والقضاء والتعليم، وبمرور الوقت وتفرق الصحابة في البلدان ظهرت أمور جديدة ليس من الكتاب ولا من السنة نص صريح يدل عليها بخصوصها، وكان الصحابة يتوقفون عن الفتوى، لكن تستدعي الظروف أن يفصل في الحكم بالاجتهاد، ولم يكن كل الصحابة مجتهدون بل كان الاجتهاد مختصا بكبار علماء الصحابة.

وكان المجتهد يتتبع أقوال الصحابة وما لديهم في المسألة، ويعتمد عند التعارض على قواعد مثل تقديم ما توافق عليه جمهور الصحابة، أو بحسب الدليل، وجودة الاستدلال، وغير ذلك، وكان الفقه منذ بداية عصر الصحابة من العام الحادى عشر من الهجره، إلى العام المائه من الهجره، وكان هو محل اهتمام الخلفاء الراشدين الذين اختارهم الصحابة للخلافة لكونهم من أعلم الصحابة وأفقههم في الدين وكان أولهم، هو أبو بكر الصديق وهو أول الخلفاء الراشدين، وقد أجمع جماهير أهل السنة والجماعة على أنه أفضل الصحابة وأفقههم وأعلمهم وإمام الأمة الذي قدم للصلاة، وأول من أجمعت الأمة على خلافته، وأن الصحابة لا يقدمون لإمامة الأمة إلا إماما مجتهدا، والخليفه الراشد الثانى عمر بن الخطاب، وكانت له اجتهادات فقهية وأقوال أخذت عنه، وكان يبعث الفقهاء من الصحابة إلى الأمصار ليعلموا الناس أمور دينهم،

وعن محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن أبيه أنه قال "كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثة من المهاجرين وثلاثة من الأنصار، عمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت، وكان ابن عباس رضى الله عنهما، إذا سئل عن الشيء فإن لم يكن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال بقول أبي بكر، فإن لم يكن فبقول عمر، وأيضا ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضى الله عنه، وكان من كبار الفقهاء وأهل الفقه والرأي والمشورة، وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أبا بكر كان إذا نزل به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأي والفقه دعا رجالا من المهاجرين والأنصار، دعا عمر وعثمان وعليا وعبد الرحمن ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ورابع الخلفاء الراشدين، علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وقد كانت هناك اجتهادت فقهية أخذت عنه وكان من كبار فقهاء الصحابة.

ولقد كان فقهاء الصحابة كثيرون ولكن اختص منهم الذين اشتهروا بالفقه وكانوا أئمة للصحابة الكرام، ومن كبار أعلام فقهاء الصحابة الذين تميزوا بمكانتهم العلمية في العصر النبوي الشريف، ومنذ بداية عصر الخلفاء، وكانوا مرجعا للمسلمين، وكانت لهم اجتهادات فقهية، ومنهم الخلفاء الراشدون، ولا يختار الصحابة للخلافة إلا فقيها مجتهدا، وعبد الله بن مسعود هو أحد كبار فقهاء الصحابة وفي الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم "رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد" يعني ابن مسعود، وقد بعثه عمر ابن الخطاب رضى الله عنهما، إلى الكوفة قاضيا ووزيرا، ومن فقهاء الصحابه أيضا أبو موسى الأشعري فعن أبي بردة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن" وكان اختياره وتوليته هو دليل على فطنته وعلمه، وقد اعتمد عليه عمر ثم عثمان ثم علي، رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، وقد ولاه عمر بن الخطاب، على البصرة.

وقال مسروق " كان العلم في ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصفهم أهل الكوفة، عمر وعلي وعبد الله وأبو موسى وأبي وزيد بن ثابت" وأيضا من فقهاء الصحابه هو أبي بن كعب، وقد تحاكم إليه عمر والعباس في دار كانت للعباس إلى جانب المسجد فقضى للعباس على عمر، ولا يتولى القضاء بين كبار الصحابة إلا عالم مجتهد، وقال مسروق " شاممت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستة، عمر وعلي وعبد الله وأبي وأبي الدرداء وزيد بن ثابت رضي الله عنهم" وأيضا من فقهاء الصحابه هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي، الذي يعد من أعلام الصحابة وكبار فقهائهم، ومن الذين تصدروا للإفتاء منذ العصر النبوي الشريف، وقد وردت فيه أحاديث كثيرة هي بمثابة شهادة له بمكانته العلمية، ومنها اختياره للولاية والقضاء وتعليم الناس، وكل هذا لا يتأتى إلا لمن اختص بمكانة علمية.

كما أنه لا يكون إقرار أحد بالولاية والقضاء إلا إن كان إماما مجتهدا، وأيضا من فقهاء الصحابه زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي وهو من كبار فقهاء الصحابة وأحد فقهاء المدينة وقد جاء فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال " أفرضهم زيد" وقال سليمان بن يسار، كان عمر وعثمان لا يقدمان على زيد بن ثابت أحدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقد خطب عمر رضي الله عنه بالجابية فقال " من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت" وقال مسروق، دخلت المدينة فوجدت بها من الراسخين في العلم زيد ابن ثابت، وأبو الدرداء وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وقد روى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، أنه قال " لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة خليفة" وقال أبو موسى الأشعري " ما أشكل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما "

وأما عن فقهاء الصحابة أئمة المذاهب، فالطبقة الأولى، هم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، أبو موسى الأشعرى، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وأم المؤمنين عائشة، وأما عن الطبقة الثانية وهم العبادلة،عبد الله بن العباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأما عن الطبقة الثانية من فقهاء الصحابة فهي طبقة فقهاء الصحابة الذين أخذوا العلم عن كبار فقهاء الصحابة بالإضافة إلى ما تعلموه في العصر النبوي الشريف، فقد انتقل علم كبار فقهاء الصحابة إلى طبقة أخرى من الصحابة، واشتهر بالعلم منهم العبادلة الأربعة وهم، عبد الله بن العباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأما عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.

وكان يسمى البحر وذلك لغزارة علمه وفي الحديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فقال " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" وقال عبد الله، كان عمر بن الخطاب يسألني مع الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يقول، لا يتكلم حتى يتكلموا، وقال ابن عمر، نعم ترجمان القرآن ابن عباس، وقالت السيده عائشة رضي الله عنها " من استعمل على الموسم العام؟ قالوا ابن عباس قالت، هو أعلم الناس بالحج " وقد روى ابن عباس رضى الله عنهما، أن عمر كان يدينه فقال له عبد الرحمن بن عوف، أن أبناء مثله، فقال عمر، إنه من حيث تعلم، وقال له عمر إنك لأصبح فتياننا وجها، وأحسنهم خلقا، وأفقههم في كتاب الله عز وجل، وقال ابن أبي نجيح، كان أصحاب ابن عباس يقولون، إن ابن عباس أعلم من عمر وعلي وعبد الله، فيعيب الناس عليهم، فيقولون، لا تعجلوا علينا، إنه لم يكن أحد من هؤلاء إلا عنده من العلم ما ليس عند صاحبه وإن ابن عباس قد جمعه كله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.