رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 21 مايو 2024 12:49 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أين الدعاة إلى الخير

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، أما بعد لقد كثر في أيامنا الدعاة إلى الخير وإلى الفضيلة وإلى الإصلاح وإلى الإنقاذ ولم تتجاوز دعواتهم حناجرهم، فعادت عليهم بالخسران والوبال، وسيخرجهم الزمن طوعا أو كرها من صفوف المصلحين، وسيعلم الناس أنهم فيما يدعون كاذبون، وأنهم فيما يقولون مخادعون، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، ولقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معلما بالعمل لا بالقول.
وكان داعيا للفضيلة بالفضيلة تفيض من نفسه، وكان قدوة في أعماله، وأسوة بأفعاله، يتوضأ ويقول لأصحابه " هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي" لم يشرح لهم فرضا ولا سنة ولا مستحبا، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي ويقول لأصحابه " صلوا كما رأيتموني أصلي" وكان صلى الله عليه وسلم يحج ويقول " خذوا عني مناسككم" لذلك كان صلى الله عليه وسلم عظيما وعظيما فوق العظماء صلى الله عليه وسلم، فهذا هو رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم الذي أخذتة السيدة خديجة رضي الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا لا يُبصر ويكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول محمد صلي الله عليه وسلم بما حصل، فقال ورقة بن نوفل له " هذا الناموس الذي أنزل علي موسي يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا حين يخرجك قومك.
فقال رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم " أو مخرجي هم " فقال ورقة نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرنك نصرا مؤزرا " ثم توفي ورقة، وانقطع الوحي عن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم فترة من الزمن، وقيل إنها استمرت لأيام فقط، والغاية من ذلك طمأنة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وتشويقه للوحي مرة أخرى، إلا أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم لم ينقطع عن الخلوة بنفسه في غار حراء، بل استمر على ذلك، وفي إحدى الأيام سمع صوتا من السماء وكان جبريل عليه السلام، ونزل بقول الله سبحانه وتعالى " يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر" وبذلك أمر الله تعالى نبيه محمد صلي الله عليه وسلم بالدعوة إلى توحيده وعبادته وحده.
وإنه ينبغي علينا جميعا أيها المسلمون الإستغناء بالقصص الصحيح عن القصص الخرافي الباطل الذي لصقه الخرافيون المبتدعون الذين لا يعلمون شيئا عن رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، وأتدري ماذا يقول الخرافيون؟ فهم يقولون سافر أعرابي إلى المدينة، فوصل إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في القبر، وقال يا رسول الله، إن الله يقول في سوة النساء " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وإني يا رسول الله أذنبت وجئت أستغفر الله فاستغفر لي عند الله، قالوا فانشق القبر فسلم عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذه خزعبلات لا تصح وكلام مكذوب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، ويورد مثل هذه الخزعبلات بعض الناس.
ولذلك يقولون الأعرابي هذا لما صافح رسول الله صلي الله عليه وسلم، أنشد بيتين، وقال يا خير من دُفنت في القاع أعظمه، فطاب من طيبهن القاع والأكم، نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه، فيه العفاف وفيه الجود والكرم، ويقول النبهاني أنه أتى الشيخ أحمد الرفاعي، وهو من مشايخ الطرق، قال فوصل إلى الحرم المدني، فتقدم إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال في حالة البعد روحي كنت أرسلها، تقبل الأرض عنكم وهي نائبتي، ما عندهم إلا قصائد كأنهم في سوق عكاظ، أو كأنهم في أمسية شعرية، وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي، قال فمد رسول الله صلي الله عليه وسلم يده، فقبلها الرفاعي ثم عادت إلى القبر، ويقولون في المثل العامي إذا كذبت فكبر، أي إذا تعبت في الكذبة فاجعلها كبيرة، لأنك تعبت في أصل الطريق، فلماذا تتعب نفسك ثم تأتي بشيء يسير؟ قالوا تمخض الجمل فولد فأرا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.