رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 21 مايو 2024 3:11 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الأبناء والآداب الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 ابريل 2024

الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد إنه ينبغي علي الأب وولي الأمر والراعي أن يعلم ولده أو ما يعول من أبناء الآداب الإسلاميه ومنها أن يعلمه أدب الطعام، فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" فكلما جلس للطعام قل له كل بيمينك، خذ بيمينك.

حتى تترسخ في نفسه، وروى الحافظ ابن عساكر أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه كان يلعب مع بعض أترابه من الصبيان، فمر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففر الصبية خوفا من الفاروق وبقي ابن الزبير ولم يفر، فأقبل عليه عمر وقال له مالك لم تفر مع أصحابك يا غلام؟ فرد عليه عبد الله ببساطة وبراءة يا أمير المؤمنين لست مذنبا فأخافك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك فيها، فانظر، شجاعة في أدب، أو أدب في شجاعة، رحمهم الله كيف كانوا يربون، ولقد خلق الله الإنسان مكرما معززا، ومنحه حق الحياة، واعتبر حماية النفس من مقاصده الكبرى، وحرّم الاعتداء عليها، ووضع حدا لحياتها بالقتل، وإذا كانت النفس الإنسانية قد تتصور قتل إنسان لإنسان بدافع حب البقاء. 

وهذا غير جائز فإنها تستبعد كثيرا أن يضع المرء حدا لحياته بنفسه مهما عظمت الأسباب، وهو فعل يأباه عالم الحيوان غير الناطق، فكيف بعالم الإنسان العاقل؟ وإن للأسرة وظائف واهتمامات كثيرة ومن ذلك هي الوظيفة الإبداعية حيث  يقصد بذلك قيام الأسرة بتكوين الذوق الجمالي للطفل، وتنمية الحس الإبداعي لديه، فالطفل الذي يعيش في أسرة ذات منزل مرتب متناسق نظيف يتعلم تقدير الجمال، وإدراك التناسق والتناغم، وينشأ مُحبا للنظام والترتيب، على خلاف الطفل الذي يعيش في منزل تسوده الفوضى ويعمه الاضطراب، فمثل هذا المنزل ينعكس في سلوك الطفل قلقا وعدم استقرار، وفقدان تركيز، وسوء اتزان، وهناك أيضا الوظيفة العاطفية ويُقصد بها التفاعل المتعمق بين جميع أفراد الأسرة. 

في ظل مشاعر العاطفة بين الوالدين والأطفال، عندما يعملون جميعا من أجل مصلحة الحياة الأسرية، وحفاظا على كيانها ووحدتها، وهذه الوظيفة تحدد الملامح الرئيسية المميزة للأسرة الحديثة، وكما أن هناك وظيفة الحماية، حيث تحمي الأسرة أفرادها من الاعتداءات الخارجية التي قد تقع عليهم من الأسر الأخرى في المجتمع المحلي، كما أنها تحميهم جميعا وتزوّدهم بكل ما يحتاجونه من عون مادي ومعنوي، بل أن حماية الأسرة لأفرادها تمتد حتى بعد زواجهم وانفصالهم عن الأسرة الأصلية، وتتمثل هذه الحماية في تقديم الدعم المالي والمعنوي، ألا فلنتق الله جميعا ولنبادر بالتوبة، وليقدم كل منا ما بوسعه أمام هذا الخطر العظيم الذي يهدد بيوتنا وأسرنا، نسأل الله السلامة والعافية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.