رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 مايو 2024 1:21 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الأسباب التي يسعد بها المرء

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 27 ابريل 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، إن أي إنسان إن كملت له أشياء، قصرت عنه أشياء أخري، وإن علا بأمور سفلت به أمور، ويأبى الله تعالى الكمال المطلق لأحد من خلقه كائنا من كان لذا كانت القناعة والرضى من النعم العظيمة والمنح الجليلة التي يغبط عليها صاحبها، وفي هذا المعنى قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه، وقال بعض الحكماء وجدت أطول الناس غما الحسود، وأهنأهم عيشا القنوع، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟" 

قلت نعم، يا رسول الله، قال "فترى قلة المال هو الفقر؟" قلت نعم، يا رسول الله، قال "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب " رواه ابن حبان، وإن أربعة من السعادة، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أربع من السعادة المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربعة من الشقاء، الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق " رواه ابن حبان، والإنسان بطبعه يحب الهدوء والراحة ويكره الإِزعاج وينفر من كل شيء يشق عليه ويدخل الهم والغم والحرج والضيق عليه، سواء كان أمرا خارجيا أو داخليا، ويبين الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأسباب التي يسعد بها المرء وتدخل عليه الفرح والسرور، ومن تلك الأسباب هى المرأة الصالحة. 

التي جعلها الله سكنا للرجل تطمئن إليها نفسه ويأوي إليها عند التعب فيزول عنه العناء، حيث قال سبحانه وتعالى فى سورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وقال صلى الله عليه وسلم" المرأة الصالحة، تراها فتعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك " رواه الحاكم، ومن أسباب الراحة في الدنيا المسكن الواسع في غرفه ومرافقه والذي يسع أهل الدار، وضيوفهم، وكذلك الجار الصالح الذي ترجو خيره وتأمن شره، ويحب لك ما يحبه لنفسه من الخير، بل يؤثرك على نفسه أحيانا، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم "وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " وعكس ذلك كله من الشقاء، فقال النبى صلى الله عليه وسلم " ومن الشقاء المرأة، تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، 

والدابة تكون قطوفا، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق " فهكذا تكون السعاده لها أسبابها ووسائلها، ولها علامات وأمارات، إذا طبقها المسلم في حياته فهذه بشرى له عاجلة أنه من أهل السعادة في الدنيا والآخرة، والأمر الأول أنه إذا أعطي شكر، فإذا أكرمه ربه بنعمة منه شكر الله، شكر الله بلسانه، وشكر الله بقلبه، وشكر الله بجوارحه، وكثير من الناس يحسنون الشكر باللسان، ويظنون أن هذا هو الشكر فقط، وهذا لا شك أنه من شكر الله، فإذا أنعم الله عليك بنعمة من نعمه، ونعم الله لا تحصى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" فنعمة الهداية للإسلام، ونعمة الصحة، ونعمة الأولاد، ونعمة الأمن، وغير ذلك من النعم التي لا يعلمها إلا الله، نعم نراها، نعم ظاهرة، ونعم باطنة، نعم نعلم عنها ونعم لا نعلم عنها. 

فنسأل الله أن يعيننا على شكره وعلى ذكره، وعلى حسن عبادته، ويعترف العبد أن ما به "من نعمة فمن الله" ويعتقد بقلبه أن الذي تفضل عليه بهذه النعمة هو خالقه عز وجل، ولن يؤتى أحد نعمة من النعم بذكائه، ولا بدهائه ولا بحسبه ولا بنسبه إنما النعم تفضل من الله على عباده، فيلهج قلبه بالثناء على الله، فيلهج قلبه بالتعظيم والاجلال والمحبة لله، ويشكر ربه بقلبه، ويكثر من الثناء على الله بلسانه، فيقول الحمد لله، وهذا هو أفضل الدعاء أن يقول المسلم "الحمد لله" ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها" ومن أراد أن يرضى عنه ربه ومن أراد أن يحبه خالقه، ومن أراد أن تدوم له النعمة فليكثر من الثناء والحمد لله عز وجل والله يقول فى سورة إبراهيم"وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد" وقال سبحانه وتعالى "وسنجزى الشاكرين"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.