رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 11:00 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الفاطميين وإبتداع الموالد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم اما بعد لقد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن أصل الإحتفال بشم النسيم، وقال الشيخ محمد بخيت المطيعي ‏الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا في كتابه أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من ‏الأحكام مما أحدث وكثر السؤال عنه المولد النبوي الشريف، فنقول إن أول من أحدثها ‏بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله، وقد توجه من المغرب إلى مصر في شوال ‏سنة إحدى وستين وثلاثمائة هجرية، فوصل إلى ثغر إسكندرية في شعبان سنة ثلاثة مائة واثنين وستين من الهجرة، ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان في تلك السنة فابتدعوا ستة موالد وهم ‏المولد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد السيدة فاطمة الزهراء، ‏ومولد الحسن، ومولد الحسين. 

ومولد الخليفة الحاضر، وبقيت هذه الموالد على رسومها ‏إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش وفي خلافة الآمر بأحكام الله أعاد الموالد الستة ‏المذكورة قبل، بعد أن أبطلها الأفضل وكاد الناس ينسونها ثم قال المطيعي أيضا من ‏ذلك تعلم أن مظفر الدين إنما أحدث المولد النبوي في مدينة إربل على الوجه الذي ‏وصف، فلا ينافي ما ذكرناه من أن أول من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميون من قبل ‏ذلك، فإن دولة الفاطميين انقرضت بموت العاضد بالله أبي محمد عبد الله بن الحافظ بن ‏المستنصر في يوم الاثنين عاشر المحرم سنة خمسمائة وسبع وستون من الهجرة، وما كانت الموالد تعرف في دولة ‏الإسلام من قبل الفاطميين ثم قال وأنت إذا علمت ما كان يعمله الفاطميون، ومظفر ‏الدين في المولد النبوي جزمت أنه لا يمكن أن يحكم عليه بالحل. 

ومما تقدم نعلم أن الإحتفال بهذه المناسبة بدعة منكرة لم يفعلها الرسول المصطفي صلى الله عليه ‏وسلم، ولا صحابته، ولا من جاء بعدهم من السلف الصالح، وقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء ‏الصراط المستقيم لم يفعله السلف الصالح مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو ‏كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا ‏أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما ‏كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنا وظاهرا، ونشر ما ‏بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين ‏من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان. 

وعلى أية حال فإذا كان ‏الرسول صلى الله عليه وسلم قد ولد يوم الاثنين فإنه قد توفي صلى الله عليه وسلم يوم ‏الاثنين، وما أحسن ما قاله ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل "العجب العجيب ‏كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور، كما تقدم لأجل مولده صلى الله عليه ‏وسلم في هذا الشهر الكريم، وهو صلى الله عليه وسلم فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل، ‏وفجعت الأمة وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدا، فعلى هذا ‏كان يتعين البكاء والحزن الكثير، وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به، لقوله صلى الله ‏عليه وسلم " ليعزي المسلمون في مصائبهم المصيبة بي ... إلي آخر الحديث " ومن هنا فإننا نقول بعدم ‏جواز الإحتفال بمناسبة المولد النبوي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.