رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 20 مايو 2024 9:08 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، أما بعد فإن خلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا عمليا في حياته، فقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ورفعة منصبه أشد الناس تواضعا وألينهم جانبا وحسبك دليلا على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيّره بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا فأختار أن يكون نبيا عبدا صلوات الله وسلامه عليه، وإن أكل المال بالباطل من الأمور المحرمة، التي لا تجوز شرعا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال.

هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بيّنة فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وقد علم أنه آثم، آكل حرام، وقال قتادة اعلم يا بن آدم أن قضاء القاضي لا يحل لك حراما، ولا يحق لك باطلا، وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرى وتشهد به الشهود، والقاضي بشر يخطىء ويصيب، واعلموا أن من قضي له بباطل أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة فيقضي على المبطل للمحق بأجود مما قضى به للمبطل على المحق في الدنيا" بل إن حرمة أكل مال المسلم بالباطل كحرمة سفك دمه وهتك عرضة، فيقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا فليبلغ الشاهد الغائب".

ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم "إن رجالا يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة" قال ابن حجر أى يتصرفون في مال المسلمين بالباطل، ومن الصور المحرمة أيضا هو اكل الحق فى الميراث واكل اموال اليتامى، فكم من امرأة حرمت من ميراثها، وكم من يتامى أكلت حقوقهم، وكم من ضعفاء لم يجدوا لهم ناصرا، والميراث هو وصية الله تعالى لعباده والذي يتأمل في فرائض الإسلام ليرى أمرا عجيبا، فالله تعالى فرض علينا الصلاة ولم يبين في القران عدد الركعات وتركها لنبيه صلى الله عليه وسلم ليبينها لنا عن طريق السنة التي هي المصدر الثاني للتشريع، وكذا الزكاة، أما الميراث فبين سبحانه وتعالى الأنصبة فبين لنا نصيب كل فرد وبين لنا أحواله، ووصية الله يجب ان تنفذ ومثلهم فى قوله تعالى "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "

ولما أمرهم بذلك زجرهم عن أكل أموال اليتامى وتوعد فقال على ذلك أشد العذاب، وهذا القيد, يخرج به ما تقدم, من جواز الأكل للفقير بالمعروف, ومن جواز خلط طعامهم بطعام اليتامى، فمن أكلها ظلما, فإنما يأكلون فى بطونهم نارا، أي فإن الذي أكلوه, نار تتأجج من أجوافهم وهم الذين أدخلوه في بطونهم، وسيصلون سعيرا، أي نارا محرقة متوقدة، وهذا أعظم وعيد ورد في الذنوب, يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها, وأنها موجِبَة لدخول النار، فدل ذلك, أنها من أكبر الكبائر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال "يبعث الله عز وجل قوما من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله تعالى يقول "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا"

ومن هنا نحذر من أكل أموال الناس بالباطل من ميراث أو غيره، ولكن كيف نتوب من المال الحرام؟ فالتوبة تكون بالإستغار ورد المظالم إلى أهلها ورد الحقوق إلى أصحابها أو التصدق بقيمة هذا المال لصاحبه إن مات أو افتقد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.