رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 20 مايو 2024 8:49 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن سيف الله في أرضه

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي كان صلى الله عليه وسلم حتى قبل الرسالة يعرف في قومه بالأمين، أي رجل الصدق والوفاء، في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه، وشهد له بذلك العدو قبل الصديق ولا أدل على ذلك أنه حين أُمر بالهجرة من مكة إلى المدينة وأراد مفارقة البلد التي عاش فيها جعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيته ليردّ الودائع التي كانت عنده لأهلها، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كنا إذا اشتد البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه" رواه أحمد، وسأل رجل البراء بن عازب رضي الله عنه فقال له أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يا أبا عمارة ؟
فقال البراء لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، ولكن الناس تلقتهم هوازن بالنبل فانهزموا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على العدو بوجهه على بغلته البيضاء وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب " متفق عليه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن بالصدق يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، من اعتمده سما قدره وعلت مكانته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته وظهرت حجته، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
"أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة " رواه أحمد، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه الصدق أمانة، والكذب خيانة، ولما كان حمل النفس على الصدق في جميع أمورها شاقا عليها، ولا يمكن لعبد أن يأتي به على وجهه إلا بعون الله وتوفيقه، أمر الله نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم أن يسأله الصدق في المخرج والمدخل، ولقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية إلا مع ذي محرم، كما نهى عن تبرج النساء واختلاطهن بالرجال، ووضع أدبا للحفاظ على حرمة البيوت الخاصة وهو أدب الاستئذان الذي تفرد به الإسلام، فقال الله تعالى فى سورة النور " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم، عن سهل بن سعد "إنما جعل الاستئذان من أجل البصر" وقال في حديث آخر "لا تأتوا البيوت من أبوابها يعنى مواجهة تجعل القادم بكشف ما في البيت ولكن ائتوها مِن جوانبها، فاستأذنوا فإن أذن لكم فادخلوا، وإلا فارجعوا" رواه الطبرانى، فالنظرة المجردة داخل بيت الإنسان يعتبرها الرسول صلى الله عليه وسلم اعتداء على حرمته، وحياته الخاصة، فاعلموا أن فعل الخيرات هو مطلب رباني، وهو دعوة إلهية، وهو نصيحة نبوية، فاقبلوها، وخذوا بها وعظموها، واعملوا بها، أفلا تستمعون إلى ما يقول ربكم " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" وقال رسولكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " لا تحقرن من المعروف شيئا ".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.