رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 21 مايو 2024 12:31 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن يدركه الله فى جوف المخاطر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، الذي كان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على عصا فقمنا له قال " لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا" رواه أحمد وأبو داود، وهذا خلاف ما يفعله بعض المتكبرين من حبهم لتعظيم الناس لهم وغضبهم عليهم إذا لم يقوموا لهم وقد قال صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار" رواه أحمد، وينبعي علينا جميعا أن نهتم بفقراء المسلمين وخصوصا الأقارب ونعطف عليهم ونبرهم ونصلهم وألا ننسى أن أكثر المساعدات المقدمة عادة لهذا الصنف تمتاز بأنها موسمية.

وتأتي غالبا في مناسبات دينية، وكونها محددة كما وكيفا مما لا يجعلها تفيء بالحاجة وتودي الغرض، وحصر المساعدات غالبا في الجانب العيني، والأسر عادة قد يتعدد احتياجاتها، وتكون المادة الشرائية هي الأحوج في ظل ظرف راهن، وأن القطاعات الخيرية لا تتواجد في كل الأحياء، مما يجعل هذه الأسر في منأى عن المساعدة رغم الحاجة إليها، وإن الإحاطة بمثل هذه الأمور يجعل المهمة أكثر وضوحا وأقصر طريقا ليعرف القائمين على هذا المشروع الخيري الواجبات المناطة بهم، تجاه هؤلاء المعوزين والمعدومين من القاطنين في نفس المنطفة، وحتى تكون العملية أسهل في الأداء، وأبهر في النتائج، نحتاج أن نسير وفق آلية محددة نضمن بها نجاح هذا المشروع الطيب المبارك، وقيل من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله فى جوف المخاطر.

فإنه عندما يطرق آذننا مصطلح عبادة فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات التي تتبادر إلى الذهن عادة، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلى أن هناك عبادات أصبحت خفية ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها، وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيرا من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة جبر الخواطر، وجبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل، يجبر المسلم فيه نفوسا كسرت وقلوبا فطرت وأجساما أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها، فيقول الإمام سفيان الثوري، ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم.

ومما يعطي هذا المصطلح جمالا أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو الجبار، وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس، ومن درر الأقوال أنه قال الحسن البصري ليس حسن الجوار كف الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى، وقال ابن العربي في جامع أحكام القرآن " حرمة الجار عظيمة في الجاهلية والإسلام، معقولة مشروعة مروءة وديانة" وقال النبي صلي الله عليه وسلم " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.