
بقلم/ أيمن بحر
فى وقت تتساقط فيه العواصم العربية تحت وطأة الصراعات والانقسامات تبقى القاهرة شامخة كما كانت عبر تاريخها الطويل مدينة لا تعترف بالهزيمة ولا تنكسر أمام العواصف
القاهرة التى واجهت الغزاة والطغاة عبر العصور لم تستقر على أرضها قوى الظلم ولم تنعم بالسيطرة عليها مهما طال الزمن أو تبدلت الأسلحة فقد تغيرت أدوات الصراع وتبدلت موازين القوة لكن روح الصمود بقيت حاضرة
ومع دخول المنطقة العربية عصر الصواريخ والدبابات تراجع دور الكلمة أمام فوهات السلاح وتحولت الشعارات إلى صدى بلا أثر بينما فرض الواقع العسكرى نفسه على خرائط النفوذ والسيطرة
وفى مشهد عربى مثقل بالجراح يبرز الغياب الواضح لعواصم كانت يومًا مراكز حضارة وتأثير فالعراق الذى أنار الدنيا بعلمه صار ساحة للخراب والقدس التي تحمل قدسية التاريخ تُركت جريحة وأهلها يواجهون المصير وحدهم ولبنان فقد ملامح الجمال بعد أن انتهكت لياليه وسلامه
كما تشهد دول أخرى مثل السودان وليبيا واليمن تمزقًا داخليًا حادًا حول جناتٍ كانت عامرة بالحياة فتحولت إلى أراضٍ قاحلة بفعل الصراع والانقسام
وفى ظل هذا المشهد تبرز القاهرة كحالة استثنائية تحاول الحفاظ على توازن الدولة وسط إقليم مضطرب مستندة إلى مؤسساتها وجيشها وخياراتها السياسية في مواجهة مخططات التفتيت ومحاولات العبث بالهوية
ويؤكد مراقبون أن غياب الوحدة العربية واتساع دائرة الخلافات فتح الباب أمام التدخلات الخارجية والتمويل المشبوه ما أدى إلى استباحة الأوطان وتفكيك المجتمعات وتبديل القيم
ومع عجز الخطاب عن التعبير عن حجم المأساة يبقى الأمل معلقًا على وعي الشعوب وقدرتها على استعادة إرادتها والدعاء بأن تعود المنطقة إلى مسار الاستقرار والكرامة
إضافة تعليق جديد