رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 20 أبريل 2025 7:26 م توقيت القاهرة

القدوة في المواطنة الصالحة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق البشر وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد إتقوا الله واعلموا أن حب الوطن لا ينبغي أن يتوقف عند حدود المشاعر والعواطف الجياشة بل لابد أن يتمثل سلوكا صالحا نافعا، فكونوا دائما جميعا قدوة لغيركم في المواطنة الصالحة وقدوة لأسركم وأهلكم وجيرانكم ولا تنتظروا المبادرة من غيركم فالأمم التي نهضت إنما نهضت بإدارة أصحاب الهمم العالية والمبادرات الفاعلة والمشاريع المبدعة والأفكار المستنيرة، ولهذا عمروا الأرض والأوطان بطاعة الله ومرضاته والإخلاص له سبحانه وتعالي.

وإن من قيم الانتماء وحب الأوطان، هو المواطنة والعمل على إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفا يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه، كما أن قيمة التسامح جزء مهم من قيم الانتماء الوطني، لأن من يعيش على أرض الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه، وأيضا من قيم الانتماء وحب الأوطان، هو الأمن والأمان، ويعد الحفاظ على الأمن جزءا مهما من الانتماء الوطني للفرد والمجتمع حيث إن المواطن يعيش على أرض هذا الوطن ويعمل على الحفاظ على أمن الوطن الفكري والأمني والاجتماعي والاقتصادي، وكذلك فإن من قيم الانتماء وحب الأوطان هو تعليم الأبناء حقيقة الانتماء، فحب الوطن هو أهم شيء في الوجود، فلابد أن نغرسه في أطفالنا من الصغر، ونعلمهم كيف يحبوه، ويضحوا من أجله. 

فينبغي أن يعمل المسجد والتعليم والإعلام وجميع المؤسسات التربوية على تنمية الانتماء الوطني، لدى النشء من خلال، وكذلك غرس الانتماء إلى الوطن لدى الطالب لأنه أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع، واعتبار الفرد جزءا منه ومعرفة الأحداث الجارية في الوطن والتفاعل معها إيجابيا، وكذلك طاعة ولاة الأمر وهذه قيمة مهمة تعمل على تعريف الطلاب واجباتهم تجاه ولاة أمرهم ووجوب طاعتهم والعمل على المساهمة في بناء تنمية الوطن، والمشاركة في شؤون المجتمع والتبرع من والتضحية من أجله، وكذلك الاهتمام بالآخرين، ويظهر ذلك من خلال الاهتمام بالطالب وعائلته والتفاعل مع جيرانه ومجتمعه، وأيضا الالتزام بالسلوك الجيد والأخلاق الحميدة، ويظهر ذلك في جميع المواد الدراسية التي تعمل على غرس القيم الإسلامية وتنميتها لدى الطلاب. 

وأيضا القدرة على امتلاك المعارف والمعلومات عن أنظمة الوطن ولوائحه، وعن مؤسسات المجتمع المدني والأمني، وكذلك القدرة على مناقشة الفكر والآراء بشكل علمي سليم من أجل تزويد الفرد بالكثير من المفاهيم والاتجاهات الإيجابية، وكذلك احترام عادات وتقاليد الوطن وتقدير مؤسساته واحترام أنظمته والمحافظة على ثرواته، فقد قيل لأعرابي كيف تصنعون في البادية إذا اشتد القيظ أى الحر، حين ينتعل كل شيء ظله؟ قال "يمشي أحدنا ميلا، فيرفض عرقا، ثم ينصب عصاه، ويلقي عليها كساه، ويجلس في فيه يكتال الريح، فكأنه في إيوان كسرى" أي حب هذا وهو يلاقي ما يلاقي، وكأنه يقول أنا في وطني بهذه الحالة ملك مثل كسرى في إيوانه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.