تقرير/دنيا محمد
مثلما كان وصول الرئيس الامريكى ترامب إلى البيت الأبيض قبل 4 سنوات مفاجأة كبرى لكثير من المتابعين والمهتمين حول العالم ، بل للأمريكيين أنفسهم ، جاءت مغادرته لكرسى الرئاسة وسط مشاهد وأحداث أكثر سخونة وتشويقا من تلك التى صاحبت فوزه على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون عام 2016 ، وخاصة بعد تأكيده أن الانتخابات الرئاسية لم تكن نزيهة وشابها العديد من صور التزوير وفقاً لتصريحاته الصحفية والإعلامية وعبر وسائل التواصل الإجتماعى خاصة فيما يتعلق بعملية التصويت الإليكترونى .
منذ انطلاق العملية الإنتخابية قبل شهرين تقريباً ومروراً بعمليات فرز اصوات شهدت الولايات المتحدة أحداثا غير مسبوقة فيما يتعلق بتبادل الاتهامات بين المرشحين الرئاسيين أو أتباعهما بشأن نتائج الانتخابات وعدم اعتراف ترامب بالهزيمة ورفضه تسليم السلطة إلى "بايدن" حتى كانت الذروة يوم الأربعاء الماضى أو الأربعاء الدامى كما أطلق عليه الأمريكيون أنفسهم والذى شهد احتشاد الألاف من مؤيدى الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته أمام الكونجرس لمنع اعتماد فوز بايدن رسمياً ، وعلى غرار الأفلام الأمريكية كانت عملية اقتحام الكونجرس من قبل عشرات المتظاهرين والثائرين كما وصفهم ترامب أو الإرهابيين كما أطلق عليهم بايدن فى مشهد ضرب الكبرياء الأمريكى فى مقتل وكشف زيف دولة الحريات أمام العالم ،خاصة بعد سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى خلال عملية الاقتحام وتصدى أجهزة الأمن لها.
ورغم سيطرة الأجهزة الأمنية على المتظاهرين وإعادة عقد جلسة الكونجرس والتصويت واعتماد ونجاح بايدن رسميا فى الانتخابات إلا أن الأحداث وتداعياتها مازالت مستمرة حتى هذه اللحظة ، خاصة بعد تخوف المسئولين الأمريكيين لاسيما فى الحزب الديمقراطى من تهور ترامب واستخدامه للصلاحيات التى يكفلها له الدستور والقانون كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية حتى 20 يناير الجارى والتى تتيح له شن الحرب على أى دولة وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون اصدار ترامب قراراً بالحرب ضد ايران أو غيرها من الدول المعادية للسياسات الأمريكية بهدف توريط بايدن والحزب الديمقراطى وانتقاما من الأمريكيين الذين تخلوا عنه خلال المعركة الانتخابية وما أعقبها من أحداث ومنهم مسئولون بارزون فى الحزب الجمهورى بل وفى إدارة ترامب ذاته خاصة نائبه الذى أعلن صراحة رفضه لعملية اقتحام الكونجرس .
واستمرارا للمفاجأت التى بدأت مع الرئيس ترامب قبل 4 سنوات وتوالت طوال فترة حكمه وحتى خسارته فى الانتخابات الرئاسية وماتلاها من أحداث كانت المفاجأة الأهم والأخطر من وجهة نظر الكثيرين حول العالم والتى تمثلت فى طريقة تعامل المسئولين الأمريكيين مع ترامب بعد أحداث الأربعاء الدامى حيث توقع البعض عزل الرئيس الأمريكى قبل أسبوعين من انتهاء ولايته رسمياً لمنعه من اتخاذ أى قرار إنفعالى من شأنه الأضرار بمصالح أمريكا سواء داخلياً أو خارجياً ، وتوقع أخرون محاكمته بتهمة التحريض على العنف ،ورغم كل ذلك كانت المفاجأة الكبرى كما ذكرت حيث اكتفى المسئولون الأمريكيون بحظر الرئيس الأمريكى فضائياً واليكترونياً بعدما كانت الجهات المنوطة بمواقع التواصل الاجتماعى قد أوقفت جميع حسابات ترامب على تويتر وفيسبوك وغيرها لمنع الرئيس المهزوم من التواصل مع اتباعه وحثهم على التظاهر أو التخريب والارهاب وفقاً لوصف الرئيس الفائز بايدن وهو ما يؤكد أن الحرب الحديثة لم تعد تعتمد على القنابل النووية أو الذرية أو الصواريخ والطائرات والغواصات بل أصبحت التويتة أو البوست أشد خطراً من كل ذلك ، فرغم أن الرئيس ترامب يستطيع كما ذكرت حتى 20 يناير الحالى اعلان الحرب وتسيير الجيوش الأمريكية خاصة الطائرات ضد أى دولة فى العالم ، والأهم أنه يستطيع استخدام القنبلة النووية وفقاً للقانون الأمريكى إلا أن الخطر كان على الحسابات الإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى التى فطن الجميع أنها باتت أشد خطراً من كل الأسلحة التقليدية وأصبح الجميع يخشون البوست أو التويتة أكثر من القنبلة النووية أو الذرية وهو ما حذرت منه القيادة السياسية المصرية منذ 6 سنوات بأن الحرب التقليدية تراجعت فى مواجهة الحرب الإليكترونية التى تستهدف العقول قبل الأبدان وهو ما أكدته أحداث الأربعاء الدامى فى الولايات المتحدة الامريكية !!
إضافة تعليق جديد