رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 6:02 ص توقيت القاهرة

بعيد الشعر يبتسم الكلام بقلم مصطفى سبتة

بقلمي غرّدتِ الحناجرُ فيه نَظْماً
فهبّ النّورُ وانْتـصبَ السّماعُ
وأعلنتِ البلاغةُ عنْ طُموحٍ
به التّفكيرُ قبّـــــلهُ اليـــــراعُ
فصفّقتِ الأيادي في خشوعٍ
وقهْــقتِ البــهائمُ والضّــــــباعُ
ووَقْعُ النّظْمِ في الأحشاء رعدٌ
وقد زأرتْ بنشْوتِهِ السّـــــــباعُ
بعيد الشّعر يبتســـــم الكلامُ
وتبتســــــم الطّــبيعةُ والأنامُ
فتدفعنا العقــــــول إلى جنان
يفوح بعـطرها القلم الحـسامُ
وتُتلى في مجالسنا نصوصٌ
يعــــجّ بها الـــــتّأمّلُ والوئامُ
فنــــظفرُ بالنّهى أدباً وديناً
وبالتّنوير ينقـشعُ الظّــــلامُ
إذا الإنسان أصبح مُستنيراً
تعــطّر في تحاوره الكـــلامُ
ألا يا ربّة الأشعار عـــودي
فما أحلى القــريض مع الورودِ
وما أبهى الحياة بقرب روض
وفيه الـــفاتنات من الخدودِ
وفيه الماء يجري بانسياب
وفيه العشق قد أحيا وجودي
وفي فصل الرّبيع يعود حلم
رأيته في المــنام بلا حــدودِ
فأشعر أنّني أحيا عصورا
تعود إلى القـديم من الجدودِ
بعيد الشّعر تبتهج النّفوسُ
وتنفـــعنا المواعـظ والدّروسُ
فتوضع نصب أعيننا القضايا
وتتّضـح العوائق والنّحـوسُ
وبالتّفكير يرقى كلّ شيئ
وتنسجم الضّــمائر والنّفـوسُ
يغرّد بيننا الشّحرور شعرا
فتـبدأ في تحرّكـها الـرّؤوسُ
وتتّسع الصّـدور بلا حدود
وقد حضرت بمجلسنا العـروسُ
بعيد الشّعر ينتفض الصّباح
فيشرق في مواهبنا الفـلاح
وتركض نحو غايتها عـقول
يحمّسها التّميّز والنّـــجاح
فيتّجه الطّموح إلى ارتقاء
يؤازره التّـجلّد والكــــفاح
ومن حلو القطوف نذوق تمرا
بمزرعة يجـــمّلها الوشـــاح
فنصبح في الورى بشرا جديدا
كأنّ العقل أحياه اللّــــــــقاح
بعيد الشّعر يبهجنا النّهارُفيمرح
في مدارســــــنا الصّــغارُ
وتأتي من عيون الصّبح شمس
كأنّ شـــــعاعهــا نور ونارُ
وفوق قريضنا تطفو حياة
بها الإنسان يســعده الهـزارُ
فتنتفض النّفوس بسحر نور
يحـفّ به التّــألّق والـــــوقارُ
وبالتّغريد تنبــعث الأمانـي
يعانقها التّشوّق والحـــوارُ
بعيد الشّعر تسألُنا الحضارهْ
عن الضّاد المُجمّد في القَـذاره
وتسألنا العروبة عن قريض
تعرّض للنّكوص وللخساره
فنبكي كاليتامى عن عصور
قد انقرضت فقهقرت العـباره
وساء الحالُ في التّفكير سوءً
فغابتْ عن تعلّمنا الجـــدارهْ
وأضحى الشّعر في وطني شعيراً
وعمّ الغيُّ فانتهتِ الحضارهْ

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.