رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 25 مايو 2024 2:14 ص توقيت القاهرة

تمخض الأسد فولد فارا

 

بقلم:نجوى حجازي

 

دائماً ما أجد ضالتي في اللغة العربية ،فالشعراء والأدباء ما تركوا شيئاً إلا وتحدثوا عنه ،وكثيراً ما أجد شاعراً من الشعراء يحدثني بشعره وكأنه يلملم أفكاري المبعثرة بأبياته فيخبرني أن ضالتي عنده ،فهاهو أمير الشعراء لخص شعوري تجاه الحال تلك الأيام بهذه الأبيات اللطيفه التي لخصت الكثير من الأمور بكلمات بسيطه حين قال:

ما كان في ماضي الزمان محرّماً 
للناس في هذا الزمان مباح.
صاغوا نعوت فضائل لعيوبهم
فتعذر التمييز والإصلاح. 
فالفتك فن والخداع سياسة
وغنى اللصوص براعة ونجاح.

فعندما أطالع الأخبار والأحوال أجد أننا مازلنا نقف عند نقطة الصفر لا نستطيع العودة إلى الماضي الذي كنّا ومازلنا نفتخر به ولا نستطيع النهوض للسير قُدُماً وكيف نستطيع ونحن شعب تتحكم فيه لقمة العيش والبحث عن المال لدرجة تجعل الكثير يبيع صوته في الانتخابات مقابل كرتونة غذاء ومبلغ من المال فيخرج إلينا نواب يمثلون شعباً جائعاً وطامعاً فهم وصلوا إلى تلك المقاعد بهذا المنطق فمن الطبيعي أن تكون هذه صفتهم وذلك نعتهم ...فبالأمس القريب شاهدت واحداً

 من النواب وهو يستعرض مشيته وسيارته بفيديو مصور تباهياً وتفاخراً وكيف لا ألا يحق له بعد تلك الملايين التي دفعها من أجل تلك اللحظة !!!؟؟ ثم نأتي لآخر وهو يرأس فريق قوافل لتقديم الخير والمساعدات للأسر الفقيرة المحتاجه ...ونجد صور المساعدات تملأ وسائل التواصل وغيرها وكأنه أكبر إنجاز على وجه الأرض أن نفتخر بأن لدينا فقراء محتاجين لتقديم يد العون والمساعده وبأن من جاء

 إلى مجلس الشيوخ أو الشعب جاء من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين ،وليس من أجل إيجاد حلول جذريه وبدائل بفكر واضح وواعي وخطط مستقبليه من أجل ألا يكون هناك جوعى أو مرضى على أرض تلك البلد ....فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم نوفر تلك الأموال والرواتب والنفقات على مجلسي الشعب والشورى وأقمنا بها بيتاً للزكاة وجمعنا أموال الزكاة وأنفقناها على الفقراء والمساكين بدلا من استخدامهم كأداة

 ويد عليا إذا ما اراد النائب النجاح في الانتخابات أو أراد إثبات وجوده تحت قبة البرلمان !!!!بالفعل ما يحدث يدعو إلى الاشمئزاز واليأس ،فعندما وجدت أصحاب رؤوس الأموال هم من اعتلوا مقاعد البرلمان ومجلس الشيوخ كذبت عقلي وقاومت يأسي بأن هؤلاء كما نضجت أموالهم سوف يكون لديهم من النضج الفكري ما يقدمونه من أجل إصلاح أحوال هذا الشعب الذي ينخر فيه اليأس مثلما تنخر فيه مشقة ألم البحث عن حقوقه ، وما زاد الطين في هذا كله

 المزاد الذي أصبح مفتوحاً بين رجال الأعمال من أجل شراء التطعيم ضد الكورونا ،فكل منهم بات يعلن عن تكفله بشراء ملايين الجرعات لهذا الشعب ،فهل هذا مقبول !!!؟؟؟؟هل صحة الشعب الذي بات يتساقط كأوراق الشجر الجافه كل يوم بالمئات بسبب وباء كورونا الذي عاش وتوغل وتحور في مصر ولم يعد يسلم منه كبير أو صغير ،باتت رهينة لمن يتبرع من أجل إنقاذ هذا الشعب ،هل مازالت وزيرة الصحة نائمة تنتظر المعجزه ،ألا يزعجها حصاد الموت ،هل هناك بلد في

 العالم يتساقط فيه الأطباء مثلما يتساقطون في مصر ،ألم يؤلمها موت ١٢طبيباً في يوم واحد ومنهم ثلاثة من أساتذة الجامعه ،ألا تعي أن هذا الوباء يحصد النافع والضار على هذه الأرض ،أليس توفير اللقاح مسئولية الحكومة ،أم مسئولية أهل الخير ونواب الثواب ،بالفعل لا أجد تفسيراً منطقياً لكل ما أراه سوى الحكمة القائلة تمخض الأسد فولد فأراً.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.