رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:06 ص توقيت القاهرة

"حماس تثير التوترات.. والضفة الغربية تدفع الفاتورة"

يارا المصري 
 ثارت في نابلس مخاوف كثيرة من أن حماس في قطاع غزة ستحاول تأجيج الصراع وإثارة التوترات، لإبعاد انتباه جيش الاحتلال عن قطاع غزة وأنشطة الجهاد الإسلامي هناك.
وبحسب سكان نابلس ، فإن حماس معنية بالتحريض على مناكفة جيش الاحتلال الإسرائيلية ومهاجمته من خارج قطاع غزة ، وليس لديها مانع في تعطيل حياة سكان الضفة الغربية طالما أن القتال سيصبح بعيد عن قطاع غزة.
 
وعلى ذلك فقد تزايدت أنشطة حماس في الضفة الغربية، وفي حين أن وجودها لم يكن هو الشرارة التي أججت المواجهات المسلحة الأخيرة في المنطقة، استغلت حماس بمهارة الوضع الحالي لتوسيع نفوذها وعملت على تأجيجه ومحاولات لاستمراره.
 
وخير مثال على ذلك هو دعمها الإعلامي والمالي لمجموعة “عرين الأسود”، وهي جماعة مسلحة ظهرت في نابلس في أواخر عام 2022 واكتسبت شعبية فلسطينية واسعة النطاق. وبالإضافة إلى قيام أعضاء حماس بترسيخ أنفسهم في هذا التنظيم المشكل حديثًا، شهد نشاط جناحها العسكري “كتائب القسام” زيادة ملحوظة، خصوصًا في منطقة جنين.
 
ومن المثير للاهتمام أن “كتائب القسام” بدأت تظهر علنًا إلى جانب فصائل مسلحة أخرى أكثر نفوذًا في شمال الضفة الغربية، مثل “كتائب الأقصى” التابعة لـفتح وأعضاء حركة “الجهاد الإسلامي الفلسطينية”.
 
ونتيجة لذلك لعبت حماس مؤخرًا أيضًا دورًا فعالًا في التأثير على مجرى الأحداث في جميع أنحاء الضفة الغربية. ومن أبرز الأمثلة الدالة على ذلك شن أحد المسلحين من حماس هجومًا عبر إطلاق النار في اليوم الذي تم فيه انعقاد قمة العقبة، وهو مؤتمر متعدد الأطراف يهدف إلى تهدئة التوترات الأمنية المتصاعدة وتنامي العنف المسلح في الضفة الغربية.
 
وأسفر الهجوم عن مقتل مستوطنين إسرائيليين، وأدى في نهاية المطاف إلى حالة غليان لدى المستوطنين في حوارة، تخللتها اشتباكات مع فلسطينيين وهجمات بإضرام النيران ألحقت بممتلكات الفلسطينيين أضرارًا كبيرة. وبدلًا من تخفيف حدة النزاع في قمة العقبة، لم تؤدِ أفعال حماس إلا إلى ازدياد الصراعات الداخلية.
 
ولا شك في أن المواقف الحكومية المرتعشة تجاه زيادة نفوذ حماس في الضفة الغربية، تقوض وتهين السلطة الفلسطينية الضعيفة أصلًا، التي ليس لديها إلى حد الآن خليفة للرئيس محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا وتواجه تراجعًا في الموارد المالية.
ومع انحسار السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في مناطق مثل شمال الضفة الغربية وتنامي المشاعر الشعبية الغاضبة، فيصبح لدى حماس فرصة لاستثمار المزيد من الموارد في الضفة الغربية بدلًا من المراهنة على حرب مع إسرائيل انطلاقًا من غزة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.