رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 18 أبريل 2024 12:45 م توقيت القاهرة

خاطَبْتُ المَوْتَ... مُعاتِبَةً إِيّاهُ

إِلى روحٍ نَقِيَّةٍ غادَرَتْنا... فَآلَمَني فِراقُها...  
وَإِلى كُلِّ مَنْ فَقَدَ في هَذِهِ الدُّنْيا... عَزيزًا وغاليًا... 
بِقَلَم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ

خاطَبْتُ المَوْتَ... سائِلَةً إِيّاهُ: إِلى مَتى سَتَظَلُّ أَنْتَ تَقْهَرُني؟
فَأَجابَني بِدَهْشَةٍ: أَقْهَرُكِ... وَأَنْتِ التي اخْتَرْتِ... عَنْ أَحِبّائِكِ أَنْ تَبْتَعِدي؟ 
فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ في بُعْدي عَنْهُمْ ما يُعْطيكَ الحَقَّ في أَخْذِهِمْ إِلَيْكَ... مِنْ دونِ حَتّى أَنْ أُوَدِّعَهُمْ... قَبْلَ ذِهابِهِمْ إِلى عِنْدِ العَلِيّ؟ 
فَقالَ لي: إِنَّ أَجَلَهُمْ قَدْ حانَ... فَبِاللهِ عَلَيْكِ أَلّا تَغْضَبي...
فَأَجَبْتُ بِحُزْنٍ... وَالدَّمْعُ يَهْجُرُ مُقْلَتي: لا اعْتِراضَ عَلى حُكْمِ اللهِ... إِلّا أَنَّ قَلْبي بَعْدَ كُلِّ فُقْدانٍ... تَراهُ يَنْكَوي... 
كَما أَنَّ الحُزْنَ... مِنْ بَعْدِ فِراقِهِمْ... يَأْتيني لَيْلًا... كَيْ يُخَيِّمَ عَلى بَيْتي... 
أَنا التي الآنَ في غُرْبَتي... باتَ لا قُوَّةَ... ولا حَوْلَ لي... 
أَهُوَ البُعْدُ الذي طالَ... أَمْ أَنَّني أَنا التي أَطَلْتُ في غِيابي؟ 
جاوِبْني أَرْجوكَ... أَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكانِكَ... عَلى الأَقَلِّ إِنْذاري؟ 
فَقَدْ كُنْتَ تَأْتيني... غالِبًا في حُلُمٍ... مُنَبِّهًا إِيّايَ... صارِخًا في وَجْهي: هَيّا اسْتَعِدّي! 
وَكُنْتُ أَشْعُرُ بِقُدومِكَ... أَنْتَ الذي تَأْتي خِلْسَةً... كَيْ تَسْرِقَ مِنّي... أَعَزَّ ما هُوَ لي... 
فَلِماذا لَمْ تَعُدْ تَفْعَلُها... إِذْ أَنَّكَ في هَذِهِ المَرَّةِ... قَدْ اكْتَفَيْتَ فَقَطْ... بِإيقاظي مِنْ عِزِّ نَوْمي... 
هَلْ بِتَّ تَخْشاني... أَمْ رُبَّما قَدْ بِتَّ تَخْشى تَوَسُّلي؟ 
أَمْ لَعَلَّكَ تَخافُ... مِنْ وَقْعِ صَلاتي... في حَضْرَةِ اللهِ العَلِيّ؟
فَيا لَيْتَني كُنْتُ عَلِمْتُ بِقُدومِكَ... لَكُنْتُ أَمْضَيْتُ اللَّيْلَ خاشِعَةً... ضارِعَةً إِلى اللهِ... أَلّا يَرُدَّ طَلَبي... 
لِأَنَّكَ يا مَوْتُ قاسٍ... وَلا رَحْمَةَ في قَلْبِكَ... يا أَيُّها الجَبانُ... وَالذي تَسَبَّبَ مُؤَخَّرًا... في وَجَعي وَوَجَعِ أَحِبَّتي... 

فيسبوك: ريتا عيسى الأيوب 
Instagram @alayoubrita
متابعة /لطيفة القاضي 
هامبورغ 
الجمعة ١٤-١-٢٠٢٢

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.