رشـــا فؤاد تكتب : حوار الطرشان

بقلم : رشا فؤاد

عاشت مصر حالة من التخبط الغير مسبوق نظراً لما مرت به البلاد من أزمات وثورات تعد غريبة على مجتمعنا المصرى ،نتج عنها التناقض والتناحر والإختلاف فوجدنا أنفسنا ننقسم ونتحول إلى فريقين كتب عليهم الإقتتال اللفظى يومياً دون جدوى !!

فى البرامج الحوارية تجدهم ، على المقاهى وفى العمل أو حتى داخل البيت الواحد ولا يفوتنا أن نذكر بكل تأكيد وجودهم على صفحات التواصل الإجتماعى إنهم فريق المؤيدين وفريق المعارضين

لا بأس من الحوار الإيجابى بل على العكس إنه يزيد من إتساع الافق وكسب المزيد من المعلومات التى قد يجهلها الطرف الآخر أو يضيف إلى حصيلته المعلوماتية ولكن هنا فى مصر الوضع مختلف تماماً .

يحدث فى مصر أن الفريق الأول يتحدث بمفرده فى وادٍ على قنواته المخصصه كمؤيد والطرف الآخر يحاور أفراده على القنوات الخاصة لهم كمعارضين فى وادٍ أخر ولا أحد يسمع الأخر كل منهم يحاور فريقه فقط لماذا ....؟!

 لاننا بكل بساطة نفتقد إلى لغة  الحوار الراقى فأخذ كل فريق يحدث نفسه ظناً منه إنه بذلك إختصر الطريق وإنه هو الوحيد الذى يحمل لواء الحق وإن غيره والعدم سواء .

لابد للمتحاورين أن تتوافر لديهم شروط لإنجاح الحوار لكى يقنع من يحاوره فيجب أن يكون على علم ومعرفة كافية وشاملة لموضوع الحوار الذى يتحدث عنه وإن يتحلى بالصبر وحسن الخلق فنجد الكثيرين تضيق صدورهم بسرعة ويتحول النقاش إلى شجار  وتراشق لفظى وإتهام صريح بالعمالة والتخوين والتطاول وربما ضرب أحدهم الأخر ، نجد أيضاً البعض يركز أثناء حواره على صاحب الرأى لا على الرأى نفسه فنجده لا يقدم أى تبرير او دليل على صحة موقفه من عدمها ولكنه تبنى الدفاع عن فكرته لمجرد الدفاع عن الشخص قائل الرأى أو الهجوم عليه .

الاحترام ..... إن الاختلاف فى وجهات النظر لا يمنعنا من إحترام الرأى الآخر وإحترام صاحبه فالإحترام المتبادل يجعل الاطراف المتحاوره تتقبل الفكرة فيجب أن نتحلى بتقبل الرأى والرأى الأخر ونتحلى بضبط النفس .

بكل أسف كثيرا من الأداب العامه وثقافة الحوار غائبة عن مجتمعنا فأصبح الحوار " حوار الطرشان".