رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 10:59 م توقيت القاهرة

"زمن الغفلة " قصة قصيرة للكاتب لزهر دخان

كتب لزهر دخان
إستعدي أيتها الغفلة فأنا قادم لآقضي عليك وعن وقتكِ. ولتكن مثلها يا زمنها فأنا أعرف أني كنتُ وما زلت أستطيع القضاء على " زمن الغفلة" . إنه لا يزال سكراناً ولا يكاد يتخلص من جدار حتى يتشبث بأخر . محاولا المشي من حين إلى أخر. فربما تصله الصدف إلى بيته رغم أنه أضاع الطريق. إنه قد جلس ، وضع خاسرته على تراب الزقاق . وجلس يفتل سجارته المحشية بما تبقى في جيبه من حشيش . وهو يردد نفس الكلمات ، إستعدي أيتها الغفلة . وهناك مثلا يضرب في قريتهم . عندما يواجه أحهدهم مشكلا عويصا يستخدمه لينسب المشكل إلى العهود القديمة. حيث كان الناس في غفلة من أمرهم . أم هو وأهله وناسه وعشيرته ، فهم يقصدون أنهم أقوى من الغفلة . وأحرص من الزمن على الصمود في غير فشل . وبسبب هذا الحرص كان السكير يقاوم كل جسمه الذي تعب من المشي . ويحثه على مواصلة الصمود في وجه الغفلة وزمنها . وفي نفس الوقت لم يتنازل عن سجارته التي ما إن أكمل فتلها كاملة غير منقوصة رغم تأثر رأسه بالخمر . حتى وقف على قدميه ، وأخرج قداحته من جوربه . وأشعل السجارة التي كان يطلق عليها إسم الصاروخ . الذي يوصله عندما يشعله إلى حدود الدولة التي يريد ، وهناك يستطيع أن يعيش سعيداً . بعدما يستخدم إسم مسطول لينال مواطنة من البلاد التي سيصل لها صاروخه.
أكمل مص السجارة كلها . حتى شعر بأن الله قد أصلح له راداره الصاروخي . وبدت الطريق أمامه وكأنه لم يعد في غفلة من أمره . رأها واضحة تماماً ، وفهم أنه لا بد أن يعود أدراجه مسافة 14كلم كي يكون في البيت . فقرر الإستدارة إلى الوراء . وتمكن من إستخدام إنظباطه الصاروخي في العودة نحو الخلف . لآنه إستبشر بما تذكره . وكل ما تذكره هو أن البيت إلى الخلف. وسار ببطىء شديد يقصد به عدم إزعاج نفسه بخبر العودة إلى البيت .
في الطريق وجد كلبة صفراء اللون مفقوءة العين مبتورة الذيل . ولكن وجد عندها قوة وقوت يوم . وجدها تأكل ديكاً تقبضت عليه ليلاً خارج مزرعة مجاورة للطريق . كان الديك شبه ميت والكلبة تأكل . ورغم أنه حاول إزعاجها لم تتحرك من حفلة عشائها . الأن صار أقرب إلى البيت ، وهذا المتجر على ما يبدو إسمه حانوت صالح . تباً له وجده مغلق . أكمل الطريق المتبقية وقميصه وسرواله متسخاً بدم الديك الذي أشفق عليه فخلصه من الكلبة العوراء . ودفنه في جوار المزرعة ورحل. يكاد يصل إلى البيت والمثل ينطبق عليه "سكران ويعرف باب دارو " . البيت على بعد عشرة خطوات منه . وليس أمام صاروخه مشكلة تبحث عن حل إلا مشكلته الأزلية .التي يعاني منها كلما سكر وفكر في تحدي الغفلة وزمنها . أي من هو وما إسمه ولماذا لا يشرب الخمر أبداً. والحشيش لماذا لا يتعاطاه ؟ وهو دائما يسمع شلته تصفه بكونه الأقدر على فضح الغفلة وزمن الغفلة.
العَوْرَاءُ : الحَوْلاَءُ . ويُقالُ مفقوئة العَين، العمياء

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.