رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 2:48 ص توقيت القاهرة

علي طريقة ريا وسكينة سفاح الجيزة يدفن ضحاياه بمسكنه سرق المصاغ وكشفه الصائغ

علي طريقة ريا وسكينة
سفاح الجيزة يدفن ضحاياه بمسكنه
سرق المصاغ وكشفه الصائغ
كتب سامى بوادي
========================
القصة أشبه بسيناريو الأفلام البوليسية وققص الجريمة والألغاز المعقدة غير أنها واقع مرير تعيشه احداثنا اليومية هذا الاسبوع لايمكن أن تكون جريمة عادية اذ يعجز العقل عن تصديقها.. فالقاتل هنا تحول من إنسان إلى ذئب يسرق ويقتل، تخلص من أقرب الناس إليه.. صديقه وزوجته وآخرون متأثرا بما شاهده او سمعه عن قصص ريا وسكينة وجرائمهم والتخلص من ضحايهم
وسط الأضواء المبهرة التي تغمر الغرفة كان الرجل الخمسيني ممتقع الوجه، شاحبا ومرهقا، بدا وكأنّه حط رحاله للتو قادما من سفر طويل، على الأقل رحلة عمرها 5 سنوات قطعها الرجل، بثبات، وقسوة مفرطة، وشهية مفتوحة على مصراعيها للدماء.
إنه سفاح الجيزة الذي هزت جريمته الرأي العام وشغلت بال المصريين وأثارت الرعب من هول الفاجعة حيث كشفت التحقيقات أن المتهم قتل صديقه وانتحل صفته، وفي هذا المقال نرصد الحكاية كاملة وكذلك مستجدات القضية التي لم تكشف باقي خيوطها بعد.
هذه الجريمة البشعة بدأت قبل 5 سنوات من الآن في شارع العشرين بمنطقة فيصل التابع لمحافظة الجيزة المعروف بازدحامه الدائم بالسكان؛ حيث قتل شخص يدعى "القذافي" صديق عمره ودفنه في شقته ثم قتل زوجته ودفنها في نفس الشقة، وبعد ذلك هداه شيطانه إلى انتحال صفة المجنى عليه لعدة سنوات استخدام الأوراق الخاصة به في معاملاته المالية والاجتماعية حتى أنه تزوج بأكثر من فتاة مستخدما اسم وأوراق صديقه القتيل إضافة إلى انتحال اسم شخص آخر.الواقعة فك شفرتها رجال الأمن بمحافظة الإسكندرية حيث دلت التحريات أن المتهم تزوج من إحدى السيدات بمحافظة الإسكندرية تعمل طبيبة مستخدما الصفة المزيفة التى انتحلها، كما تزوج من سيدة أخرى وأنجب منها طفلا بذات الصفة المزيفة، وارتكب عدة جرائم خلال إقامته بمحافظة الإسكندرية، حتى تم القبض عليه لاتهامه بسرقة مصوغات ذهبية من زوجته الثانية التي نجت من مصير زوجته الأولى التي قتلها.
ونجح جواهرجي في إسقاطه حيث شاء القدر أن يتوجه المتهم إلى جواهرجى لبيع المسروقات له، إلا أن الجواهرجى تصادف ارتباطه بعلاقة صداقة بوالد الزوجة المجنى عليها، ويعلم بمواصفات المصوغات المسروقة، فتم إبلاغ قسم الشرطة والقبض على المتهم، وبمناقشته بمعرفة فريق بحث اعترف بقتل صديقه ودفنه منذ 5 سنوات في شقته بفيصل.
وانتقلت قوات الأمن إلى الشقة وأثناء استخراج الجثة عثر على هيكل عظمي آخر لامرأة فتم نقلهما إلى مشرحة زينهم، واعترف أنهما زوجته وصديقه الذي قتله وانتحل صفته لمدة 5 سنوات، ودلت التحريات إلى أن المتهم كانت تربطه علاقة صداقة مع المجني عليه منذ الطفولة، وأن المجني عليه خريج كلية هندسة متزوج وكان يعمل في دولة السعودية وكون ثروة مالية ولثقته في صديقه كان يرسل له الأموال مع توكيل رسمي للتصرف فيها.
وبتكثيف التحقيقات أدلى المتهم باعترافات تفصيلة وفجرت التحقيقات معه مفاجأة حيث اعترف بقتل 3 آخرين، ومحرر ضده محاضر سابقة بتلك الاتهامات، حيث يجري التحقيق فيها مجددا، وقال المتهم: "كنت متزوجا من القتيلة منذ عامين وكنت أعمل فى ذلك الوقت فى سمسرة الشقق والعقارات بالجيزة، عقب ثورة يناير 2011، استطعت أن أحصل على أموال كثيرة من صديقي المهندس رضا الذي كان يعمل فى السعودية ذلك الوقت بحجة العمل، فتسلمت منه أكثر من مليون جنيه للاستثمار فى العقارات".
وكشف المتهم أنه حدثت خلافات مع صديقه في 2015 فقرر إنهاء الشراكة وطلب أمواله فخطط لقتله وطلب من زوجته إعداد طعام وضع له سم، وبعدما توفي حفر قبر بالشقة من الداخل، ودفنه، ولم تعلم زوجته بما حدث إلا بعد مرور شهر من الجريمة، فهددتنه بإبلاغ الشرطة واستولت على 250 ألف جنيه، فخطط لقتلها بنفس الطريقة ودفنها بجواره، وتوالي النيابة العامة التحقيقات بعد أن قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
ام يعتد القذافي هذه الأمور، نيابة وتحقيق وسين وجيم، أعصاب مشدودة، وأسئلة فاضحة، لعله لم ينتظرها طوال حياته، أو لعله لم يتخيل أنّ تلك اللحظة ستوافيه، محاصرا برجال الشرطة والنيابة والأسئلة ودماء ضحاياه، أفقده الهروب السلس طيلة 5 سنوات حذره المعتاد، وها هو يقف متهما بقتل زوجته وصديقه وسيدة أخرى بخلاف ما رجحته التحريات حول وجود ضحايا جدد للرجل.
مرت 5 سنوات في رحلة هروب لاهثة، تصل لخط النهاية بين جنبات غرفة ضيقة، وفق مصادر مطلعة، وقف الرجل بثبات، بينما يجيب على الاسئلة بتلقائية ورزانة، كان صوته عميقا، وذهنه متقدا، وكانت أصداء إجاباته تصل إليه خافتة من بعيد، مندهشة وذاهلة، هو لم ينكر شيئا، لا فائدة ترجى من التبرير والانكار، لا أمل فى نجاة مستحيلة، كل شيء ضده، التحريات، وإفادات شهود العيان، والتقارير الفنية للأجهزة الأمنية.. حتى هو.. نفسه ضد نفسه.
ومازالت احداثها تنكشف حدث تلو الاخرحيث كشفت تحريات أجهزة الأمن المصرية أن المتهم قتل 3 آخرين، هم زوجته الثانية وصديقتها وشقيقها، ومحرر ضده محاضر سابقة بتلك الاتهامات، حيث يجري التحقيق فيها مجدداً.....

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.