رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:59 ص توقيت القاهرة

عميد معهد العربي النموذجي بالمنوفية يكتب «ميلاد النبى كان رحمة وفتحا ونصرا» صلو عليه متابعة - عبدالفتاح طارق الحمد لله وحده وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم :- في مثل هذا الشهر - شهر ربيع الأول - أشرق النور وبزغ الفجر وولد

عميد معهد العربي النموذجي بالمنوفية يكتب «ميلاد النبى كان رحمة وفتحا ونصرا» صلو عليه

متابعة - عبدالفتاح طارق

الحمد لله وحده وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم :-
في مثل هذا الشهر - شهر ربيع الأول - أشرق النور وبزغ الفجر وولد خير البشر رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة يقول الله جل في علاه ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطهَّر به قلوب المسلمين، وجعله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدًا إلى يوم الدين.

لقد كانت ولادته فتحًا، وبعثته فجرًا، هدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا، وكثَّر به بعد القلة، وأعزَّ به بعد الذِّلة.

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن، وصفوة الأنام، لا طاعة لله إلا بطاعته؛ ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾
ولا يتم الإيمان إلا بتحقيق محبته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم؛ حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).

كان صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق أخلاقًا، وأعظمهم أمانةً، وأصدقهم حديثًا، وأجودهم نفسًا، وأسخاهم يدًا، وأشدهم صبرًا، وأعظمهم عفوًا.

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله صدره ورفع ذكره، ووضع وزره وأتم أمره، وأكمل دينه وأبر يمينه، ما ودعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالًا فهداه، وفقيرًا فأغناه، ويتيمًا فآواه، وخيَّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار ما عند الله، فاختار لقاء الله.

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى، وأول من تُفتح له الفردوس الأعلى؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مُشفع)).

فصيح اللسان واضح البيان، موجز العبارة موضح الإشارة، آتاه الله جوامع الكلم، وأعطاه بدائع الحِكَم؛ يقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: (ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه)، ويقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

وأفضلُ منك لن ترَ قط عيني

وأحسن منك لم تلد النساءُ

خُلِقت مُبرَّأً من كل عيبٍ

كأنك قد خُلِقت كما تشاء

إن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، أن نطيعه ونتبع سنته، وننفذ أوامره، ونسلك طريقه، ونقتدي به؛ يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، والصواب أن يكون على السنة، والخالص أن يكون لله، وقرأ: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾

ويقول الإمام مالك رحمه الله: السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

فلا بد للمسلم من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بها والانقياد إليها، والثبات عليها؛ ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((هذه سنتي، فمن رغب عن سنتي، فليس مني)).

عباد الله، فلنسأل أنفسنا: كم من سنة خالفناها؟ وكم من أوامر عصيناها؟ وكم من حدود تجاوزناها؟ وكم من سنن تركناها؟ وكم من نواهٍ فعلناها؟ فرحماك رحماك ربَّنا بنا.
ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نقرأ سيرته، وأن نتدبر حياته، ونستمع إلى أخباره؛ فإنه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لنا في أمورنا كلها؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾
اقرؤوا عن حياته ومعاملاته وعباداته وغزواته، وهديه مع أهله وطريقته مع أصحابه، وسلوكه مع أعدائه، وتعرفوا على حياته اليومية: كيف كان يأكل، وكيف كيف كان ينام، وكيف كان يفعل في أموره كلها!

فإن سيرته صلى الله عليه وسلم دواء للقلوب وصلاح للعقول، وشفاء للنفوس، وهي التطبيق العملي والتفسير التطبيقي، والنموذج الحي للقرآن الكريم، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، بأنه كان قرآنًا يمشي على الأرض.
ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن ننصره وأن نتصدى لكل من يسبه، أو يلفق التهم ضده، أو يحاول أن يطفئ نوره - وما أكثرهم في هذا الزمان لا كثَّرهم الله - وكان من آخرهم وليست الأخيرة ما نسمعه الأن ومانشاهده من حملة استهزاء وسب واضح وافتراء فاضح على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ولكن نقول كما يقول ربنا
( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾
﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا محبته وإجلاله وتعظيمه: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست أقوالاً تقال، ولا دعاوى تُدَّعى، ولا طبولاً تدك في المساجد، وإنما محبته صلى الله عليه وسلم تعني طاعته واتباعه، وإجلال أمره ونهيه؛ يقول الله في آية الامتحان: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

فاللهم لاتحرمنا حب رسول الله وارزقنا اللهم رؤيته في المنام ولا تحرمنا من شفاعته فى الاخره

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.