عودة الاب العجوز لابنه الضال

استقبله ابنه ببرود وكذلك زوجة ابنه.. وكان العجوز يعيش منعزلاً في بيتهم ماعدا فى وجبة الطعام .. فقد كانت الأسرة تتناول الطعام معاً على سفرة واحدة..
ولكن يدا الرجل العجوز المهتزتان ونظره الضعيف جعل تناوله للطعام صعباً.. فكان الطعام يتساقط من ملعقته على الأرض.. وعندما كان يتناول الحليب كانت قطرات من الكوب تنسكب منه على المفرش..
مما يثير اشمئزاز الابن وزوجته...
انزعج الابن وكذلك زوجته من هذه الفوضى الحادثة ، فقال الابن:
" لابد أن نفعل شيئا من جهة أبي ، فقد صار عندنا ما يكفى من اللبن المنسكب ، و الطعام المتساقط على الأرض ، علاوة على طريقة أكله العالية الصوت " .
لذا وضع الابن وزوجته مفرش خاص في أحد الأركان .. وأجلسوا الرجل العجوز وحيداً عليها يتناول طعامه بينما كانت الأسرة تستمتع بتناول طعامها معا على سفرة الطعام .. ولما كان العجوز قد تسبب في كسر طبق أو اثنين، راحا يقدمان له طعامه في طبق خشبي ..
ولكن بقيت الكلمات الوحيدة التي يقولها له الزوجان هي التحذيرات الحادة عندما ينسكب منه اللبن أو يتساقط منه بعض الطعام على الأرض.
وجائت فكره شيطانيه من الزوجه وقالت لزوجها نضعه في دار للمسنين وراقت الفكره للزوج وبلفعل تم وضع الاب في دار المسنين..وبعد فتره قصيره رن تليفون المنزل...والدك توفاه الله
...فذهب لاستلام جثمان أبها ولكن الاب ترك رساله الي ابنه........ابني العزيز احببتك اكثر من نفسي كانت اسعد لحظات حياتي وان اعلمك كيف تأكل وتشرب وكنت تسكب علي ملابسي اللبن والاكل ومع ذلك كنت سعيدأ وابتسم لك .
كانت اسعد ايام حياتي هي عندما اعطيك كل ما معي من نقود لتشتري بيها ملابس جديده وانا اتنقل بملابسي القديمه الممزقه ....انا لا اعايرك بل اكتب ودموعي تتساقط مني حزنآ علي نفسي لم اكن اتوقع ان نهايتي لم تكن في حضنك وانت تقوم بتكفيني ..انني احبك وما ذلت احبك ..ابيك المخلص ....لا نعلم قيمه الجواهر الثمينه الا بعد ان نفقدها .
وما اصعب الاحساس عندما تود ان تقترب من شخص تجده قد فارق الحياه...