رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 1:40 م توقيت القاهرة

عيد القيامة المجيد تتجلي فيه اعظم وحدة وطنية

تهنئة شركاء الوطن باعياد الميلاد
طارق سالم يكتب/
برغم أن هناك بعض المتشددين الذين حرموا على المسلمين تهنئة المسيحيين في أعيادهم بدعوى تعارض ذلك مع الشريعة الإسلامية فإن علماء الأزهر يؤكدوني أن ديننا الوسطي الحنيف أوصانا أن نبرهم لأنهم شركاء الوطن ولهم حق الجوار ومن حقوق الجار أن نقول لهم كلمة طيبة بمناسبة انتهاء العام الميلادي وأن تهنئة الإخوة الأقباط من قبيل البر والإحسان إلى الجار وأمرنا الإسلام بهذا كما أباح الإسلام الهدايا بين المسلمين وغيرهم بل أجاز العلماء الأكل من ذبائحهم والتزوج من نسائهم وذلك من باب تقوية الروابط وتقوية الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.
اعتاد المسلمون الاحتفال بميلاد رسولنا الأكرم واعتاد الإخوة المسيحيون شركاء الوطن وجزء نسيجه الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام واعتاد كثير من المسلمين الاحتفال بأعياد الميلاد من غير إدراك كثير منهم لارتباط المناسبة بميلاد المسيح عليه السلام وإنما هى عندهم لنهاية عام ميلادى وبداية آخر وحكم تهنئة شركاء الوطن بعيدهم وهو الجواز وليس أوضح برهاناً على ذلك مما اعتاده شيخ الأزهر من تهنئة المسيحيين بأعيادهم وذهابه لتهنئة بابا الكنيسة المصرية فى مقر الكاتدرائية وبرفقته قيادات الأزهر جميعاً.
وأضاف العلماء مؤكدين أن الإسلام يحمي الديانات السماوية جميعها ودور عباداتها سواء من النصارى واليهود وأن (حمايتها وحماية من فيها من الاعتداء عليها مقصد شرعي) وأن من يعتدي على هذه الدور متجاوز لحدود الله تعالى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توعد من يؤذي أصحاب الديانات الذين لهم عهد وذمة أو يلحق بهم ضررا أنه لن يراح رائحة الجنة وأنه سيكون خصما له يوم القيامة. حيث قال صلى الله عليه وسلم: (ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)  
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم خيرا بمسيحيي مصر ولم يكن يسكنها من قبل سوى النصارى قبل أن يجيء الإسلام وتزوج منها سيدنا إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر التي أنجبت سيدنا إسماعيل عليه السلام وهو الجد الأكبر لسيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" 
وذكر العلماء نماذج حينما فتح المسلمون مصر وكيف صار العدل بين المسلمين والنصارى وكيف كانوا يتوحدون في كل شيء وأكدوا أن مصر البلد الإسلامي الذي يجمع بين المسلم والمسيحي في وئام وحب ومشاركة في أعياد الميلاد وكيف أن القرآن الكريم قد ذكر سيدنا عيسى عليه السلام وأثنى على السيدة مريم فمهما ذكر الذاكرون وقال القائلون فلن يستطيعوا أن يصفوا سيدنا عيسى والسيدة مريم بما قال القرآن الكريم عنهما.

المواطنة : الإسلام جعل لغير المسلمين بمقتضى عقد الذمة حق الإقامة في دولة الإسلام والتمتع بالحقوق والمزايا التي يتمتع بها المسلمون ما التزموا بما يلتزم به المسلمون تجاه هذه الدولة من واجب رعايتها وحمايتها وحفظها والذود عنها ووثيقة المدينة ببنودها ترسخ هذا المعنى في أول دولة إسلامية أقيمت في الأرض حيث اقتضت أن يقيم بالدولة الإسلامية غير مسلمين وأن يكون لهم من الحقوق ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وهذا هو التطبيق العملي لمعنى المواطنة بالمفهوم الذي يريده المعاصرون من إطلاق هذا المصطلح وبمقتضى ذلك أقام غير المسلمين في الدولة الإسلامية يعملون في مرافقها ويتمتعون بما يتمتع به المسلمون من حقوق التعامل والتوظف والتعلم والعمل ونحو ذلك من حقوق مما يسطر للإسلام صفحة ناصعة أراد بعض سوداوي الفكر والتوجه ممن ضل سعيهم أن يشوهوها في غياب تام للجهات مواجهة الفكر الضال حيث قنعوا بالتصريحات الرنانة والشو الإعلامي بدلا من مواجهة الفكر المنحرف بما يصححه ولا ننسى أن لنا شركاء في الوطن وعلينا أن نبرهم ونحسن إليهم وإن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق لقول الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ). وأن الله تبارك وتعالى لم ينهنا عن بِر غير المسلمين وطعامنا حل لهم وطعامهم حل لنا وما إلى ذلك من أشكال الِبر في قوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
 النسيج الوطني : دور المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والثقافية في تقوية النسيج الوطني مهم جدا  وخاصة أن المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف عليه دور أساسي وواضح في تعميق هذا الجانب والتحذير من الفتنة بين المسلمين والنصارى وتعريف الشباب بحقوق غير المسلمين لما ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأيضا هناك دور بارز لا يقل أهمية عن دور مؤسسة الأزهر وهو دور الإعلام والمؤسسات التعليمية والثقافية يجب أن يتبنوا القيام بهذا الواجب وأن يتم استضافة خبراء من علماء الاجتماع وأيضا من علماء الاقتصاد ومن رجال الأمن حتى يوضحوا للناس العواقب الوخيمة الناتجة على الفرد والمجتمع من زرع أي فتنة بين المسلمين والنصارى والاهتمام ببيت العائلة الذي يوحد الشمل وأن يكون للإعلام دور في إبراز بيت العائلة.
وكل عام وشركاء الوطن بالف خير وعيد ميلاد سعيد

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.