قراءة تشكيليه في أعمال الفنان السعودي الكبير

قراءة تشكيليه
في أعمال الفنان السعودي الكبير/ هشام بنجابي
(. الرؤية الجمالية الإبداعية في أعمال هشام بنجابي )
____________________________________________
السيرة الذاتية

هشام بن أحمد محمد بنجابي من مواليد مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية - عام ۱۳۷۵هـ . درس الأدب الإنجليزي من جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1395 هـ ، ودرس الأدب الإنجليزي بجامعة ادنبره عام 1979 م ، في مسيرته الفنية اهتم بالواقعية التسجيلية، وحياة الإنسان والمرأة، وعني بالخيل، وأجاد فن البورتريه، ينفذها بجمالية اللون في الواقعية المعاصرة حيث تبدو الروح والملامح الإنسانية مشعة في أجمل صورها.
عاشقٌ لموطنه مفاخر وغيور على إرث بلاده، مستلهمٌ من ذاكرته الأولى والبيئة المحلية مصدراً ثرياً لمنتجه الفني، غاص في التراث والمظاهر الاجتماعية وهضمها وأحبها، وقدم إبداعا مبنياً على ثقافة متكاملة بقدرة تنفيذية عالمية فأجاد وأمتع، محققاً أعلى درجات التوازن الفني والحضور الخاص الذي يؤكد أصالة منتجه وتميز شخصيته الفنية، ترك أثراً واضحاً ونهجاً يُحتذي شاهد على إبداعه وتميزه، حتى أصبح علامة بارزة في خارطة التشكيل السعودي . بدأت مشاركاته عام ۱۳۹۳هـ في المعرض الأول لجمعية جدة للفنون الجميلة للجاليات الأوروبية .
المساهمات والخبرات : • مدير لمتاحف المنطقة التاريخية بجدة من عام 1407 هـ إلى عام 1409 هـ . • مؤسس جمعية جدة للفنون الجميلة للجاليات الأوروبية في عام 1393 هـ . . • مدير للمركز السعودي للفنون الجميلة بجدة . • نائب رئيس بيت التشكيليين بجدة من عام 1413 هـ . • رئيس بيت التشكيليين بجدة من عام 1415 هـ - 1420 هـ. • مدير الجمعية السعودية للفنون التشكيلية فرع جدة (جسفت) من 1438 هـ . . • رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالغرفة التجارية بجدة 1434 – 1437 هـ . • عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة . • عضو في عدد من لجان تحكيم المسابقات وتقييم المعارض . • مصمم مجسم " دوار الهندسة " بجدة . . • المشاركة في المؤتمرات والندوات واللقاءات في مجال الفنون التشكيلية داخل المملكة وخارجها . • مؤسس اكاديمية جدة للفنون لنشر الفن التشكيلي والمحافظة على التراث بجدة .
_____________________

قراءة تشكيلية
( في الرؤية الإبداعية الجمالية في اعمال الفنان السعودي هشام بنجابي. )
بقلم الناقدة التشكيلية أ. د آمال ميلاد زريبة . ليبيا
__________________________________________________________________

الفنان التشكيلي هشام بنجابي علامة بارزة في خارطة التشكيل السعودي فنان عاشقا للفن يتجه في تعبيره الفني الي المنحى الواقعي فأهتم بالواقعية التسجيلية أجاد فن البورتريه عمقه الفني مستوحى من طبيعة المكان والإنسان الذي يطرق ذاكرته وطفولته وهذا منحه فرصة لنضج رؤيته الفنية المتشبثة بوطنه وفلسفته ليختزن إرثه الذي عالجه بطرق فنية مميزة .
تتحاور في أعماله الروح مع الحضور الإنساني بعمق يعكس التسامح والصفاء فتنساب الألوان إلى الداخل لتنتشل الملامح الواقعية من الانزواء والعتمة لتنشرها في المساحات الضوئية على الجسد الساكن والمتحرك وفق رحلة تنبع من الذاكرة فتحول الصفاء اللوني في الأعمال من الانفعال إلى طمأنينة تسكن الفوضى الداخلية ومن ضيق حدودها إلى أبعد وأعمق ان قوة الخطاب التشكيلي الذي يعرضه الفنان في اعماله الواقعية الشكل والمضمون تكمن في ابداع هشام الذي يمضي بخبرته وتجربته نحو تعميق خطاباته التشكيلية المعاصرة التي هي خطاب فني إنساني يترجم لغته بصريا ويحاول أن يخرج فكرته بصورة جمالية تعالج بصريا قضايا إنسانية فنان يحاول تركيز بساطة جمالية تعمق الحضور الذهني وتمازج بين الخيال والفكرة بين الحلم والرغبة فيصقل تجربته بفلسفة متجددة تأخذ من الفكر الإنساني وتضيف عليه بصمته الخاصة فكان بارعا في تشكيل تلك الوجوه بتراثها وذاكرتها واستلهام الأفكار والرؤى مع الواقع وتوظيف التفاصيل اليومية دون تجاهل ما يحمله في ذاته من ذكريات بكل تفاصيلها و التي عمقت ومكنته من أن يعيد استنطاقها ويعبر من خلالها عن روحه وميزته بأحاسيسه وأفكاره وانتمائه للأمكنة والأزمنة للماضي والحاضر وتفاعلاته الحسية مستحدثا دلالاته ومفاهيمه ويصل بها إلى لذة بصرية وانتشاء جمالي فهو يجيد السيطرة على انفلاتات الفكرة واللون والصورة والتقنية بعقلانية متوازنة الجمال تثري وتثير المتلقي ليبحث في حواراتها عن اللوحة بين الظاهر والماورائي في خلفيات تطرح جدلية بين الصورتين تخترق حواجز الصمت وتعبر بحركية داخل اللوحة فهو يحاكي بالصورة الشفافة الصورة الواضحة معتمدا على تقنية التلاعب بالألوان وبالصورة لينطق بفكرة ويخلق حوارا يظهر في حضور الالوان بين الشديدة الواضحة والأبعاد الضوئية التي تنعكس عليها ما يخلق تناغما بينها يضفي عليها صفاء وحضورا يكاد يكون فوتوغرافيا فالرموز المتدفقة تكمن في تحول مشاهداته إلى أفكار وانفعالات تترجم جماليا بموسيقى تراقص اللون وظلاله الصور وأزمنتها الألوان
في كل لوحة يحاول الفنان أن يحرك العناصر الفاعلة مع بعضها بشكل يدعو للتأمل فكأنه يقود المتلقي لمشاهد ممتعة بأفكارها وهواجسها الداخلية تغوص به في الماضي كحركة استرجاعية ونظرة إما تبحث عن أفق أو بإشارات بصرية متداخلة تتجادل الأشكال والألوان مع الحركة والاجساد بأسلوب حيوي مادي ظاهر وفكري باطن كأنه يفكك نفسه ويفصح عن مشاعر مكتظة في عمق ذاته يشكلها الفنان بأسلوبه من انعكاسات ماضية ومضات ورائية تختزن إما رمزا فنيا أو كلاسيكيا .
يتاخم الفنان هشام الجمال في عالمه الذي يثير التأمل لاختلاف الملامح ولحضور الخصوصية والتنوع البشري والثقافي يتقن بثها في تلوينات تتراقص مع الأضواء فيمزج الألوان ويعطي إشارات لونية بشكل واقعي حيوي مفعم بالحركة والألفة في شخوصه وتظهر صورة الخيل وصورة المرأة في الأعمال المنجزة كعنصر له دلالته الفاعلة فهي تتماثل مع الفكرة بتداخل المعنى ليست مجرد جسد بل معنى تحضر لونا وأزياء مكانا وجدلا وتحضر الشخوص في المنجز بموزايك اللون والتنوع الذي يميز لباسها وفلكلورها من خلالها يطرح الفكرة المرتبطة بالحدث بحضورها فبين كل حضور يطرح صورة معاصرة يؤكد أصالة منتجه وتميز شخصيته الفنية فهو فنان ذو بصمة ترك أثراً واضحاً ونهجاً شاهد على إبداعه وتميزه .