رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 8:10 ص توقيت القاهرة

كيلاكيت تانى مرة العدالة الغائبة إلى متى ؟

بقلم : المستشار الإعلامى
د.علاء البسيونى

نعم أن العدالة غائبة " العدالة الغائبة " سؤال طالما سألته لنقسى لماذا غابت عنا فى تلك الأيام مبدأ العدالة فقد إنتشر الظلم والبغضاء وتفشى الحقد فى أنحاء المعمورة أليس الله فى علاه قد خلق البشر كلهم فى الأصل سواسية فمبدأ المسواة فى كل شئ بين البشر فهو القاعدة الأساسية فى مفهوم العدالة ولا يمكن هدم تلك المساواة إلا بفعل ظروف وأحداث لاحقة هى التى هدمت مبدأ المساواة وبالتالى أضاعت مفهوم العدالة التى يبتغيه كل البشر من جميع الأجناس فماذا حدث ليحدث ذلك؟.

وبإستعراض الأحداث على معظم الشعوب والأجناس فى مختلف أقطار العالم فإننا نجد أن ما لحق بالعالم أجمع من ظلم وكراهية وبغضاء كان أساسه التمايز والاختلاف , ولا أقصد في هذا المقام الاختلاف الطبيعي كالاختلاف بين الذكر والأنثى ،ولكن ما أعنيه هو التباين الطبقي , فإذا أمعنا النظر فيما حولنا سنجد أن كل المجتمعات والشعوب أصبح يوجد بها تباينات طبقية خطيرة وشاسعة بين فئات الشعب فهناك الغني والفقير ولم يقتصر الأمر على هذا الحد فقط بل تغلغل ليشمل الدول جمعاء فأصبح هناك الدول المتقدمة والدول النامية أي المتخلفة .

وكان من الطبيعي بعد هذا التصنيف الوضعي أن تغدو الدول المتقدمة هي التي تملك دائمًا مصادر القوة الاقتصادية والعسكرية, أما الدول النامية هي دول فقيرة متخلفة لا تملك تلك الآليات العسكرية والتكنولوجية , ولم يتوقف ذلك التصنيف الوضعي عند هذا الأمر بل تعدى إلى ما هو أكثر من ذلك فالدول المتقدمة غدت تريد أن تهيمن على الدول الفقيرة واستغلالها بشتى الطرق سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية إذا تطلب الأمر ذلك, فالغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرًا وكأن هذه قاعدة أصبح مُسلم بها في العالم أجمع.

وهنا أتسائل ماهى الأسباب التى وصلتنا إالى هذا التصنيف المقيت وإلى تلك العنصرية المقنعه وأقول ألم يخلقنا الله منذ اليداية أحراراً متساويين فى الحقوق والواجبات فماذا حدث؟!!!!!!!

وإذا أردنا الإجابة على تلك التساؤلات لابد من الرجوع إلى كيفية نشوء الدولة والمجتمعات؟ .

في الحقيقة لقد تعددت النظريات التي تفسر نشأة الدول والمجتمعات عبر العصور , فهناك من يعزي أصل نشوء الدولة إلى البعد الاجتماعي القائل بنظرية تغلب القوى أو كما يسمونها شريعة الغاب , بحيث أن القانون الطبيعي الذى يسود يعني البقاء للأقوى, وحيث إن القوى البشرية في صراعٍ دائمٍ , وهذا الصراع يُسفر دائمًا عن منتصر ومهزوم، والمنتصر يفرض إرادته على المهزوم , والمنتصر النهائي يفرض إرادته على الجميع, فيتولى بذلك الأمر والنهي في الجماعة , وبالتالى يكون بمثابة السلطة الحاكمة فعندئذ ولتلك الأسباب تنشأ الدولة مكتملة الأركان.

هذا كان فى العصور البدائية ولكن بعد ذلك وبعد ظهور الأديان فقد أرجع نشاة الدولة إلى مغزى دينى وقد أرجع أنصار هذه النظرية أصل نشأة الدولة وظهور السلطة إلى الله، وعليه فأنهم يطالبون بتقديسها لكونها من صنعه وحق من حقوقه يمنحها لمن يشاء، فالحاكم يستمد سلطته وفقا لهذه النظرية من الله.

والبعض الآخر أرجعها إلى مغزى طبيعي كالوراثة التي ترجع أصل نشأة الدولة إلى النظم الإقطاعية التي تقضي حق ملكية الأرض وهو حق طبيعي ، يعطي لمالكي الأرض حق ملكية كل ما عليها وحكم الناس الذين يعيشون عليها وعليهم طاعة الملاك والرضوخ لسلطتهم ، فالدولة إذن وجدت نتيجة حق ملكية الأرض ومن أجل خدمة الإقطاعيين، لذا كانت تهدف إلى تبرير النظام الإقطاعي وهذه النظرية أطلق عليها النظرية العنصرية وهى التى ظهرت وسادت إالى وقتنا هذا وهي التي ترى أن الأفراد لم يخلقوا متساوون ، بل هناك فئتين : فئة تحب السلطة والزعامة ، ولها جميع المزايا التي تمكنها وتأهلها لذلك بطبيعتها ، وفئة تميل إلى الخضوع والانصياع بطبيعتها أيضا ، ولذا فان العوامل النفسية الطبيعية هي التي تتحكم في ذلك .

فقد نشأت الدول والمجتمعات وياليتها لم تنشأ فقد نشأت على العدالة الغائبة والتي ظلت غائبة حتى وقتنا هذا العدالة الغائبة في الأرض , العدالة الغائبة بين الدول الفقيرة والمتقدمة وتفشي الانتهازية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان في المجتمع الواحد بل في كنف الأسرة الواحدة , فقد تحكمت عدة عوامل فى صنعها مثل القوة والدهاء والحكمة والدين والمال والشعور بالمصالح المشتركة التي تربط أفراد الجماعة بعضهم ببعض فأصبحت المصلحة هى الصفة السائدة فى قانون تلك الدول وتلك الشعوب وهى التى ترسم الحدود والأفعال والمناهج التى تشكل أوجه النعاملات فى مختلف النواحى والمجالات وهى التى ترسم أشكال وقوانبين القوى فى العالم كله وهو ما نشاهده جليا فى الصراعات فى تلك الأيام فى مختلف دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط والتشتت التى وصلنا ألية فى غياب الضمير الأنسانى وإنعدام الأخلاقيات وعدم الإلتزام بالمواثيق والعهود الدولية التى أصبحت فى خبر كان وانتهاك الحريات وثوابت الأديان والأعراف الدولية فأصبحت ما يسمى بالعدالة شهيدة الواقع الأليم الذى نعيش فيه ومسمى ومعنى غالى طالما حلمنا به وتهافت القلوب على أمل تحقيقه عبر العصور السابقة , فالعدالة التي طالما ظللنا نحلم ونتغنى بها فجأة اكتشفنا أنها غائبة بل فاقدة للوعي .

وفى الأخير فأننى أسألكم وأسأل نفسى معكم ألم يحن الوقت أن يعيش بني البشر جمعياً في عدالة إلهية على الأرض؟!.إلى متى سيبقى الحال كما هو علية الأن ؟ أليس هناك من أناس يملكون من الرشد والأنسانية والضمير لتحقيق العدالة التى أرسخها رب البشرية؟!!

لقد عجبت رغم الثورة الحضارية وعظيم التكنولوجيا العصرية التى صنعت الرفاهية المجتمعية والعلم الحديث الذى اخترقنا به الفضاء مازلنا نعيش بمبادئ قانون الغاب البقاء للأصلح فوق أشلاء مبادئ العدالة الإنسانية المنشودة التى مازلت أمل وأحلم وأنتظر أن نعيش يومًا في ظل تلك العدالة التي ننشدها عبر السنين .!!!!!!!!

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.