رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 23 أبريل 2024 7:59 م توقيت القاهرة

ليلى الهمامي تدعو إلى الاستماع لارادة الشعب عبر الانتفاضات وعبر الصناديق

متابعة - علاء حمدي 

سلطت الدكتورة ليلى الهمامي المرشحة للانتخابات الرئاسية التونسية السابقة الضوء على الدستور في مفهومه البسيط حيث قالت: الدستور في مفهومه البسيط هو «عقد» اجتماعى، يحدد ملامح العلاقة والحقوق والواجبات بين الحاكم والمحكوم..!!
هناك دساتير مكتوبة... ودساتير غير مكتوبة (عرفية) كونها مستمدة من قواعد عرفية استمر العمل بها لسنوات طويلة حتى أصبحت بمثابة القانون الملزم. 
لذلك هناك دول ليس لديها دستور من الأصل مثل بريطانيا التي تحتكم إلى أحكام مستقاة من العرف، وبعضها من القضاء. 
الدستور ليس كتابًا مقدسا، يصلح لكل مكان وزمان، وله طقوس وشعائر تمنع الاقتراب منه، وكهنة يحرسونه ليل نهار، يكفرون وينزلون أشد العقاب على كل من تسول له نفسه أن يعترض على نص، أو يطالب بتعديل مادة.
الدستور فى مختلف الدول، ليس كتابا مقدسا، قدسية الرسائل السماوية، صالح لكل مكان وزمان. بل الدستور يتغير وفق مقتضيات المجتمعات وتقاليدها وأعرافها، والمتغيرات الشديدة سياسيًا واقتصاديًا، والدليل أن بريطانيا «العظمى» لا يوجد لديها دستور مكتوب، مع أنها تعتبر نفسها قبلة الحريات فى العالم، وتأخذ بالتقاليد العرفية، وسيلة للحكم والإدارة وتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم..!!
الغريب، أن هذا الدستور التونسي المثير للجنون هو دستور ملغى أصلا منذ أن مضت سنة على آجال بعث المحكمة الدستورية ولم ترى هذه المحكمة النور أبدا، أي اننا في تونس نعتبر بلدا ليس له دستور منذ أكثر من 6 سنوات. 
أنا هنا لا أدعو الى الاحتكام إلى الكتيب الورقي الاحمر ولا إلى مراجعته ولا حتى إلى تعديله لانه في تقديري دستور ميت. لكننى أرصد التناقضات الشديدة فى الطرح، وازدواج المعايير فى التناول، واللعب بمشاعر البسطاء، واعتبار أن الدستور مقدس ولولاه لن تكون هناك حياة ولن يكون هناك وطن، مع أن دولا ديمقراطية كثيرة، ليس لديها دستور. 
اذا كان عبدة الدستور يدعون إلى الاحتكام للشعب عبر الصناديق، فمرحى نعم، لكن الشعب أيضا يعبر عن ارادته من خلال الانتفاضات والثورات التي من خلالها جاء المنادون بالديمقراطية أصلا وبكتابة الدساتير. فمن جهة، يؤمنون بالثورات التي أسقطت أنظمة دكتاتورية وأتت بهم ومن جهة أخرى لا يؤمنون بالثورات حين تسقطهم كما أسقطت كل من طغى من قبلهم. 
الاستماع لارادة الشعب عبر الانتفاضات وعبر الصناديق عين الصواب وهو طريق صعب يتطلب الكثير من الشجاعة والجرأة،  ويتطلب أيضا رصد وتجميع كل القوى الوطنية الحقيقية حول الدولة من أجل الحفاظ على استمراريتها وإنجاح مسيرة شعب حر عظيم يصنع من الضعف قوته ومن المستحيل واقعه، شعب يدعو نفسه بنفسه إلى الحياة والازدهار والرفاه.  عاشت تونس عاش الشعب .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.