رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 1:28 ص توقيت القاهرة

مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها ( حال المجتمع )

بقلم .. على عبد الهادى العسال  مفتش اول الدعوة بأوقاف البحيرة  

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد 
عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينه فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان اللذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أننا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا . 
وفى هذا الحديث الشريف دلالة واضحة على حسن التصوير البديع بأسلوب رائع وبعبارة موجزة لحال المجتمع الذى نعيش فيه فالمجتمع كله يركب فى سفينة واحدة قد يكتب لها النجاة اذا اخذ اصاحبها بأسباب النجاة قال تعالى 
(( إن مكنا له فى الارض وأتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا )) وقد تكون الأخرى التى لا نرجوها اذا اهملت الأسباب والأخذ بها وغلب على الإنسان اتباع هوى النفس المغرضه قال تعالى 
(( ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن )) والحق أن المجتمع مزاج من الحق والباطل والخير والشر والراحة والشقاء والعجيب فى هذا الأمر أن لكل فريق أنصاره الذين يدافعون عنه تبعاً لهذه الأمزجه المتقلبة ما بين هذا وذاك ولكن الاعجب والاغرب 
انك تجد من يبيع الوهم للناس ويعيش علي خدعاهم ويجد من يصدقونه  ويصور لهم الحق باطلا والباطل حقاً ويقلب لهم الحقائق وهذا هو سبيل أهل النفاق والباطل من المغرضين اصحاب المواهب فى بيع الضلال للناس بناء على دوافع وأسباب مزعوهم ومختلقة لا يصدقها إلا السفهاء الذين لم تتوافر لديهم الاهلية الكاملة فى التميز بين النافع والضار فتسمع أصوتا عالية تريد ان تطغى على عقلاء المجتمع من مصدر فاقد الأهليه يريد ان يخرص الحق فهل المجتمع كله يتخاذل عن دوره المنشود فى بناء حضارته ومستقبله من اجل هذه الفئة القاصرة وهنا يطرح السؤال هل من الممكن أن نبنى مجتمعنا على اساس عشوائى ممتنع التخطيط محتل الجسوم فاقدا معنى التوسعية ؟
والسؤال الثانى أين الفائدة التى تعود على المجتمع من العشوائية وعدم التخطيط وهذه الاسئلة تترتب عليها نتائج اين يذهب الصرف الصحى لهؤلاء الذين يحتلون الجسور مع ان النبى صلى الله علية وسلم قال  ( اتقوا الملاعن الثلاث ) منها البراز فى الموارد يعني الماء الذي نشربه والذى هو سر الحياة قال تعالى (( وجعلنا من الماء كل شئ حى )) هذه الفضلات الحيوانيه لا يجب بحال من الاحوال ان تخالط هذا الماء الذى تقام به الحياه والذى ينعكس بالسلب والايجاب على صحة 
وسلامة  المجتمع ثم بعد ذلك لا تسطيع ان تتحدث عن توسعة لأى من هذه الطرق التى يتم اسغلالها لمصالح فردية فى ظل مجتمع عشوائى لا ينظر الى المستقبل بأى حال من الاحوال فهل هذه الحقائق تنكر ؟ وماذا لو انكرها المجتمع ؟
واباح لكل انسان ان يفعل ما يريد أليس هذا خرقا لسفينة الحياة . ومن الذى يتصدى لهذه المشاكل التى تعكر صفو المجتمع .
إنها المسئولية المشتركة مسئولية المجتمع بأسرة مسئولية الجميع التى اشار اليها النبى صلى الله عليه وسلم 
فقال كلكم ( راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فالمسئولية  المشار اليها فى هذا النص الشريف هى بمعنى الأمانة ومن الأمانة أن يتطلع كل إنسان فى المجتمع بدوره المنوط به دون تخاذل أو اهمال أو فساد سواء كان ذلك فى القول او الفعل سواء بسواء 
ومن القيم العظيمة ان تنتصر امتنا على مشاكلها وعلى اعدائها بفهم عميق وفكر رحب واسع يشرف على المستقبل البعيد بعيدا عن هذه النظرة القاصرة وبعيدا عن المنافع الشخصية وبيعدا عن بيع الضمير 
ومن المسئولية ايضا ان نقر ونعترف اننا لن نتقدم ولا خطوة واحدة بالعواطف والتعاطف مع المتجاوزين ومن المسئولية ايضا ان نترك هذا الأمر لأصحابه من اهل الإختصاص والتقدير حتى لا نكون واحدا من اسباب التعطيل ووضع العراقيل الذين لا يقدرون الامور بالتقدير الصحيح ومن المسئولية التى هى اعلى صور الامانة  ان نحاول جاهدين قدر طاقتنا ان نتخلص من الضوضاء والتلوث السمعى والبصرى فى جميع مناحى الحياة ومن المسئولية ان نحى فى انفسنا الضمير الذى هو صوت الله فينا وان نعمل حتى يتسنى لنا النجاة والعبور الى المستقبل المنشود

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.