حوار روعة محسن الدندن مع الكاتب الصحفي أحمد المرصفاوي/سورية
في البداية يقول لها ..أحببتك لفكرك وعقلك ....وفي النهاية
لايمكنني تحمل فكرك وعقلك
ربما لا تكون هذه الكلمات في بعض بدايات الإرتباط لزواج
فالبعض يبحث عن لوحة جميلة لتكون في بيته ظنا منه أن الجمال هو أساس الزواج والبعض يبحث عن الحب قبل الزواج
خوفا من الإرتباط بامرأة لا يعرفها
ورغم وجود فترة الخطوبة التي تمنح لكلا الطرفين فالأمر مختلف فيما بعد
ومع تقدم العمر تتغير الرؤية والمفاهيم لكليهما ونظرتهما لزواج الناجح
لنحاول الخوض في مقومات الزواج الناجح ونحلل فربما
نصل إلى أسس وقواعد برغم اختلاف كل شخص عن الآخر
في نظرته لزواج الناحج
حوار بيني وبين
أحمد سعيد المرصفاوي
بكالوريوس اعلام تربوي صحافة اذاعة خبير اعلام تربوي ومسؤول اعلامي بوزارة التربية والتعليم المصرية
مدير تحرير تنفيذي بشبكة ع الكشوف الاخبارية
حاصل على الدكتوره الفخريه للإعلام من منظمه الشرق الأوسط
المتحدث الاعلامي لمركز السلام العربي بمصر
مدير مكتب مصر منظمة الاغاثة الإنسانية العراقية فرع مصر مدير مكتب مصر منظمه أثر العراقية الرعاية الاجتماعية مراسل أخباري لبرنامج نبض الجمهورية
كاتب ومؤلف صحفي أعمال كتاب الاعلام الإلكتروني بين الواقع الملموس والمحسوس
مدرب تنمية بشرية أمين الاعلام لحزب الحرية المصري بمركز ومدينة قليوب
صحفي في موقع عزف الكلام وشبكة أخبار ٢٤ الاخبارية وبوابة النيل الاخبارية والاه أم الدولي
أهلا وسهلا بك أستاذ أحمد في حوارات روعة ويسعدني محاورتك حول موضوع اجتماعي يشغل الكثيرين عن مقومات الزواج الناحج في مجتمعاتنا وأبدا معك
١/هل يمكننا تحديد عمرا محددا لشباب ليكون فيه الإختيار ناحجا؟
أعتقد أن السن المناسب للشاب ليقدم على الإرتباط والزواج بشريكة حياته هو عندما يصبح قادراً على تحمل مسؤولية أسرة وتأمين مسكن وملبس لعائلته، أي لديه دخل ثابت يؤهله للزواج.
أما بالنسبة للفتاة فالأمر مختلف حيث يمكنها الزواج عند البلوغ، إلا أن السن المناسب والذي تحدثت عنه الدراسات هو ما بين الثانية والعشرين وحتى السادسة والعشرين. ويعد الزواج ماقبل هذه السن مبكرا أما مابعده فهو مقبول تبعاً لظروف الفتاة. وتعليمها وعملها.
٢-البعض مازال يؤمن بالزواج المبكر للفتيات وللشباب أيضا
فهل هذا القرار من قبل الأهل صائبا ليكون الزواج ناحجا
في زماننا؟
الزواج المبكر أثبت خطائة وذلك لأنه مغامرة غير مأمونة، فزواج الفتاة قبل بلوغها سن العشرين قد يعرضها لخطر الإصابة بالعقم، كما أن أصحاب السن المبكرة في الزواج أكثر تعرضاً للإحساس بفتور العلاقة الزوجية فيما بعد، وتزيد لديهم مخاطر الإنفصال التام بالطلاق، كما تزيد فرصة تعرض أطفالهم حديثي الولادة للوفاة.
٣- الحب قبل الزواج برأيك شرطا لنجاح الزواج أم الزواج يكون مقبرة الحب؟
الحب قبل الزواج ليس شرطا لنجاح الزواج ومن خلال تجربتي الشخصيه أرى أن الحب أقوى بعد الزواج من قبله؛ لأنه يتحول من عاطفة حادة لا تبقى سوى فترة وجيزة إلى الشعور بحب عميق داخل النفس، حيث إن تجربة مشاركة الحياة بين الزوجين بتفاصيلها المختلفة تؤدي للربط بينهما في مختلف الأبعاد، وتساعد كليهما على الازدهار على المدى الطويل معاً، كما أن الحب العاطفي الشديد قبل الزواج في العادة يكون محدود النطاق ولا يساهم في توفير أساس قوي وكاف للعيش معاً لسنوات طويلة، في حين أن الحب بعد الزواج يرتبط بالقيام بالأنشطة المشتركة والمعاملة بالمثل والرعاية العميقة من كلا الطرفين للآخر،
٤/ فرق العمر الكبير بين الزوجين كان قديما لاعتقادهم أن المرأة ستظهر عليها علامات تقدم العمر قبل الرجل والرجل الكبير سيكون أكثر رقة وتفهما من الشاب مع زوجته وتحيا حياة سعيد مامدى دقة هذه الأفكار برأيك؟
، إن الزواج بين شخصين من مرحلتين عمريتين مختلفتين سيحمل الكثير من الإختلافات، سواءً فيما يخص التفاهم العقلي أو مواكبة القدرات البدنية أو مسألة الإشباع الجنسي.
قد يعتبر البعض أن شعورهم بالوقوع في حب شخص يصغرهم بسنوات كثيرة قد يمكنه من التغلب على هذا الفارق العمري، إلا أن مشاعر الحب سرعان ما ستتوارى خلف كل هذه الفروق الضخمة التي يحملها لهم فارق العمر ولن يمكنها الإبقاء على مثل هذا الزواج أو الحصول على السعادة المرجوة من إستمراره. لذلك أرى أن الفرق العمري الكبير بين الطرفين له ضرروه البليغ على الطرفين وبالاخص الزوجة
٥- هل الاختلاف الطبقي يعتبر شرطا غير مهم لنجاح الزواج بين الزوجين كما في الغرب؟
لا يعتبر الاختلاف الطبقي لنجاح الزواج ولكن الشرط الحقيقي هو أن يتمتع الزوج والزوجة بالخلق والدين، فهذه هي أهم مقومات السعادة الزوجية واستقرار الأسرة، وقدرتها على مواجهة التحديات والعقبات، أما قضية الفوارق المالية فإنها تذوب مع الإيمان والخلق الصالح، والمودة والرحمة، ولا يضر أبداً بحال من الأحوال وجود مثل هذا، فخير مثال على ذلك السيده خديجة رضي الله عنها، كانت أكثر ثراء وغنىً من النبي صلى الله عليه وسلم، بل لقد كان يعمل عندها يتاجر لها في مالها، وغير ذلك كثير في حياة المسلمين، أهم شيء الخلق والدين؛ ، والمال في النهايه مال الأسرة كلها، ولا تقيم لهذا الفارق وزناً أبداً، وكذلك الحال بالنسبة للرجل، بل على العكس الكثير من الزيجات قامت بين زوج موسر وزوجه فقيره ، ووسع الله عليهم فأصبحوا من أكثر الناس مالاً، وأعظم الأسر سعادة واستقراراً.
٦- كيف ينتصر الحب على مستوى التعليم والثقافة ويتم التوافق بين الفكر والحب؟
اعتقد انه لابد من وجود حالة من التوافق الفكرى بين الزوجين وإن كانت الإختلافات مهمة في الحياة الزوجية، شريطة أن تكون اختلافات تكميلية حتى تكسر حاجز الملل بشرط أن تبتعد عن اختلافات التضاد,
وهذه الاختلافات مسموح أن تشمل جوانب الحياة كلها، ولكن بعيدا عن الجانب الفكري، حيث إن غياب التوافق الفكري ووجود حالة من الاختلاف الفكري يسبب مشكلات كبيرة في الأسرة, بسبب وجود طرفين كل منهما يفكر بطريقة مختلفة عن الآخر.
وكلمة مختلفة تعني متضادة خاصة لأن الفكر يكون اتجاهين مع أو ضد) وبالتالي ستكون رغباتهم متضادة، ومن هنا ستبدأ المشكلة لأن كل طرف يرغب في إقناع الآخر برأيه وإن لم يقتنع الآخر سيلجأ أحد الأطراف لأسلوب الاستهزاء والسخرية، وهذا من شأنه خلق حاجز كبير بين الزوجين ويكسر مشاعر الود بينهما، حتى يقوم أحدهم بالتنازل عن وجهة نظره.
ومن هنا التوافق الفكري عامل أساسي في نجاح الحياة الزوجية
٧-يبحث الرجل دائما عن الجمال في المرأة إلى أي حد يكون الجمال عاملا مهما لنجاح الزواج؟
أرى أن الجوهر قبل المظهر
- فجمال الشكل تمحيه السنين ولا يبقى له أثر ، بعكس جمال الروح فإنه قابل للنّماء والتألّق
جمال الروح وجمال الطباع ينعكس على الجسد فيجعله جميلاً، أما جمال الجسد فلا يغني إذا ساءت الروح أو الطباع .. ورب ملكة جمال لا يطيق زوجها أن ينظر إليها لسوء أخلاقها وطباعها، والنفس تحب ألوان الجمال جميعًا المادي والروح و القصور في بعض ملامح الجمال الظاهري يمكن تكميله وتعويضه بعكس جمال الروح لا يمكن تعويضه
٨- البعض يتزوج من خارج بلدته أو حتى دولته هل تعتقد أن الزواج من بيئة مختلفة يحقق النجاح في الزواج؟
إنّ قدرة الشخص على الانسجام في بيئة مختلفة تتعلّق بشخصيّته، أكان منفتحاً على الآخرين أم منغلقاً على ذاته. كما أنّ القدرة على الانسجام ضمن أيّ ثنائيّ مردّها أُسس الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل بين الشّريكين. إذ إنّ وجود الآخر الدّاعم من شأنه أن يساعد معنوياً وفعلياً على التأقلم بسرعة أكبر». فلا قواعد واضحة ولا أبحاث موثّقة في هذا الإطار. من جهة أخرى، أثبت الشّرقيّون والعرب بشكل عام، قدرتهم على التّأقلم في بلدان عربيّة وأجنبيّة أخرى، وبرعوا في العمل وأثبتوا أنفسهم في بلاد الاغتراب والمهجر. كما اتخذوا أزواجاً وزوجاتٍ من بلدان مختلفة، وكانت زيجاتهم ناجحة من الناحيتين الحضاريّة والاجتماعيّة». فاختلاف المجتمع والبيئة والبلد يؤثّر في الزّواج، ولكن ليس بقدر اختلاف الشّخصيّة والطّبع. كما تلعب طبيعة الزّواج والظروف ومكان الإقامة دوراً أساسيّاً في نجاح العلاقة أو فشلها. وتتابع: «لا بدّ لنا من دراسة المدّة التي قضاها الشخص بعيداً عن بلده الأم وتأقلمه فيه قبل الزواج وأثناءه. كما يجب معرفة كيفيّة التعرّف إلى الشريك، أمِن خلال التدبير أو الإنترنت، أو من خلال الأصدقاء، وسواها من المعايير التي قد تؤشر الى طبيعة التأقلم والانسجام. لكن لا شمول أو تعميم في المطلق، لأنّ كلّ حالة فريدة من نوعها
ومع ذلك هناك مشاكل بسبب الزوج وهي الاولاد وجنسيتهم وأشياء من هذا القبيل
٩- الاختلاف الديني هل يكون عائقا لنجاح الزواج ؟
المستقر في شرعنا أن الزواج يكون بين المسلم والمسلمة، كما يكون بين المسلم والكتابية، سواء أكانت مسيحية أو يهودية على خلاف بين العلماء والراجح أن زواج الرجل المسلم من امرأة مسيحية أو يهودية جائز ما لم يخش من هذا الزواج على دين الزوج والأبناء. ولا يتصور أن مسلما يؤمن بدينه ويعرفه معرفة صحيحة أن يهين زوجته المسيحية أو يتعرض لكتابها أو رسولها، لأن هذا يخل بسلامة عقيدته كمسلم، والإسلام حريص على بناء الإنسان وسلامته من كل ما يسبب له ألما أو ضيقا، ولما كان اختلاف الدين غير مؤثر في أمور أخرى أجازته شريعتنا، كأكل ذبائحهم فإن المسألة لا علاقة لها هنا بالمشاعر ولا الإيذاء فجاز خلافا للنكاح، ولنتأمل قوله تعالى: «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم»، فتلاحظ في الأطعمة الحل في الجانبين بينما في الزواج اقتصر على جانب ولم يتعرض للآخر بتعبير رقيق يفهم منه المراد دون إيذاء، وتتضح الصورة أكثر إذا نظرت إلى مسألة زواج المسلم بالمشركة، فديننا لا يبيح للمسلم أن يتزوج من مشركة، ولو كانت تعجب الرجل من نواحٍ متعددة كالجمال والحسب والمال والتي هي مرغبات للزواج في النساء عموما، ومنع الزواج من المشركات مبنى على عدم إيمانهن، فالمشركة لا تؤمن بكتاب ولا بنبى، وبذلك تكون المودة والسكينة مفقودة في هذه العلاقة، لأن شريعتنا لم تأمرنا بالاعتراف ولا الإيمان بالأديان الوضعية التي يدين بها البعض كالمجوسية وعبدة الأوثان والكواكب وغيرها، ولأنه لا يجوز للمسلم أن يقر زوجته على هذا الباطل أو يظهر احترامه له، ولذا سيؤذي مشاعر زوجته وهو غير جائز فى العلاقة بين الزوجين، فمن أجله منع الزواج منها بداية، وبذلك يتبين عظمة الإسلام، وأن المسألة لا علاقة لها بالتحيز أو الإخلال بمبدأ المساواة الذي قام عليه الإسلام وشريعته.
١٠- كلمة أخيرة أو نصيحة ممكن أن تقدمها لمن هم مقلبين على الزواج ؟
- نصائح للمقبلين على الزواج:
1- لا تهن زوجتك ، فإن أي إهانة توجهها إليها ، تظل راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الإهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها في قلبها.
2- أحسن معاملتك لزوجتك تحسن إليك ، أشعرها أنك تفضلها على نفسك ، وأنك حريص على إسعادها.
3- لا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك .
4- كن مستقيماً في حياتك تكن هي كذلك.
5- لا تذكر زوجتك بعيوب صدرت منها في مواقف معينة ، وخاصة أمام الآخرين.
6- أثني على زوجتك عندما تقوم بعمل يستحق الثناء
7- ابتعد عن توجيه التوبيخ والتجريح ، ولا تقارنها بغيرها من قريباتك اللاتي تعجب بهن.
8- أصغي إلى زوجتك باهتمام فإن ذلك يعمل على تخليصها مما ران عليها من هموم ومكبوتات.
9- أعطها قسطاً وافراً وحظاً يسيراً من الترفية خارج المنزل ، كلون من ألوان التغيير.
واحذر أن تكون:
1- الزوج الطفل: أي الاتكالي والذي يعتمد على زوجته بكل شيء.
2- احذر أن تكون غير متزن انفعالياً ، عصبي المزاج ، سريع الغضب ، تثور لأسباب بسيطة.
3- الزوج المستهتر الذي لا يأخذ الأمور بجدية ، ولا يعبأ بحقوق زوجتة وأولاده.
4- احذر أن تخبر زوجتك بسر ذي شأن خطير على مجريات حياتك.
5- احذر من العلاقات الاجتماعية غير المباحة.
شكرا للإعلامي احمد المرصفاوي على الحوار الرائع
تحياتنا لكم وإلى اللقاء في حوار جديد مع روعة محسن الدندن
إضافة تعليق جديد