من ينتصر في " الرهان الاصعب " على مقاعد الدائرة الرابعة؟

كتب: عماد عبدالحميد سالم

تشهد الدائرة الرابعة بمحافظة أسيوط، والتي تضم مراكز أبوتيج وصدفا والغنايم، صراعًا انتخابيًا محمومًا يتجاوز مجرد التنافس التقليدي، ليتحول إلى معركة حقيقية تتشابك فيها خيوط الجغرافيا والاجتماع والاقتصاد والسياسة.

التحديات الجغرافية واللوجستية:

اتساع الدائرة وتنوعها الجغرافي، حيث تمتد على مساحة شاسعة تضم ثلاث مراكز متباعدة، يمثل تحديًا لوجستيًا ضخمًا للمرشحين، الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى جميع الناخبين وتنظيم حملاتهم الانتخابية. هذا التباعد، إلى جانب التوزيع السكاني المتفاوت، بين مناطق ذات كثافة سكانية عالية وأخرى ذات توزيع متباعد، يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة:

على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، تلعب العوامل القبلية والعائلية دورًا محوريًا في تشكيل الولاءات الانتخابية، مما يجعل اختراق هذه الولاءات التقليدية مهمة صعبة للمرشحين. كما أن التفاوت في المستوى الاقتصادي والاجتماعي بين سكان المراكز الثلاثة يتطلب من المرشحين تقديم رسائل انتخابية متنوعة ومستهدفة، تتناسب مع احتياجات كل فئة.

الوعي السياسي والمشاركة الانتخابية:

يضاف إلى ذلك، تباين نسبة الوعي السياسي والمشاركة الانتخابية بين فئات الناخبين المختلفة، مما يستدعي جهودًا مكثفة للتوعية وتحفيز المشاركة سياسيًا.

حدة المنافسة وتأثير التحالفات:

تتسم الدائرة الرابعة بحدة المنافسة بين عدد من المرشحين البارزين، الذين يتمتعون بشعبية ونفوذ في مناطقهم. فالمنافسة أصبحت شديدة، إلى جانب احتمالية تشكيل تحالفات وتكتلات بين بعض المرشحين أو القوى السياسية، يزيد من صعوبة التكهن بنتائج الانتخابات. كما أن التأثيرات الخارجية، سواء كانت ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، قد تؤثر على مسار الحملات الانتخابية وتوجهات الناخبين.

تحديات العملية الانتخابية:

أخيرًا، تواجه العملية الانتخابية نفسها تحديات كبيرة، تتطلب جهودًا مضاعفة لضمان نزاهتها وشفافيتها، وتوفير بيئة آمنة ومحايدة للناخبين للإدلاء بأصواتهم، وذلك لمكافحة التجاوزات والمخالفات الانتخابية، وضمان تغطية إعلامية عادلة ومتوازنة.

الناخب هو الفيصل:

في ظل هذه الظروف، يظل الناخب في الدائرة الرابعة بأسيوط هو الفيصل، الذي سيحدد مسار هذه المعركة الانتخابية الشاقة.