رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 6:54 ص توقيت القاهرة

هنا نابل / الجمهورية التونسية

ما العمل لنصرة الرسول صلى الله عليه

وسلم على ضوء الإستهزاء_به...؟

المتابعة بقلم المعز غني

قال تعالي : (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

أما عن قوله تعالي : (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)، فهذا إعلامٌ من الله تعالي لأصحاب رسوله (ص) ولكل المؤمنين والمسلمين من بعدهم إلى قيام الساعة، أنّ الله العزيز القوي هو المتوكّل بنصر رسوله (ص) على أعدائه وأعداء دينه وإظهاره عليهم دونهم، أعانوه أو لم يعينوه.. وهو تذكيرٌ من الله للإنسانية جمعاء إلى يوم القيامة أن الله ناصر عبده ورسوله (ص)، وأنه مخزي الكافرين، وأنه مبطل كيد المستهزئين به، قال تعالي : (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)..

فقوله جل ثناؤه لأتباع الرسول (ص) (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) يعني، إلا تنفروا، أيها المؤمنون، مع رسولي إذا استنفركم فتنصروه، فالله ناصره ومعينه على عدوّه ومغنيه عنكم وعن معونتكم ونصرتكم، كما نصره من قبل (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله من قريش من وطنه وداره حتى وجد نفسه (ص) (ثَانِيَ اثْنَيْنِ)، أي : واحد من الاثنين، وإنما عنى جل ثناؤه بذلك رسولَ الله (ص) وأبا بكر الصديق (رض) ، لأنهما كانا اللذين خرجَا هاربين من قريش إذ همُّوا بقتل الرسول (ص) فاختفيا في الغار، وهذا ما وثقه القرآن في قوله تعالي : (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ).

وقد ذكر الله تعالي الإنسانية جمعاء ووثق ما قاله رسوله الكريم (ص) لصاحبه أبا بكر الصديق (رض) (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، وذلك أن أبا بكر خافَ أن يعلم، من خرجوا في طلبهم من المشركين، بمكانهما فجزع من ذلك وخاف على رسول الله (ص)، فقال له رسول الله (ص) بكل إيمان وثقة في الله وبكل ثبات : (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، أي لا تخف يا أبا بكر لأن الله معنا وهو ناصرنا.. فالله مع الرسول (ص) دائما وأبدا، حيا وميتا، فمعية الله لرسوله معية أبدية، تشمله في حياته وبعد مماته (ص)، قال تعالي مخاطبا رسوله الكريم : (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).. فالله عاصم الرسول (ص) من الناس - كل الناس - مؤمنهم وكافرهم، كبيرهم وصغيرهم، نساؤهم ورجالهم، عليهم ووضيهم، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم.. فالله، جل في علاه، في معية رسوله (ص) ونصرته دائما وأبدا، وهو كافيه شر كل من يؤذونه حيا وميتا، قال تعالي : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)..

فكانت محصلة حادثة الغار أن أنـزل الله طمأنينته وسكونه على رسوله (ص) وأيده وقوّاه بجنودٍ من عنده من الملائكة وغيرها من الجنود المجندة من مخلوقات الله وتقديراته التي لا يمكننا رؤيتها، قال تعالي : (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا).. بل، (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ)، وهي كلمة الشرك وإرادتهم في دحر الإسلام والمسلمين وقهرهم والعدوان عليهم.. وكانت كلمتهم السفلي لأنها قُهِرَت وأذِلَّت وأبطلها الله تعالى ومحق أهلها.. فالغالب هو الله، وكلمته هي الأعلى، ودينه وتوحيده وقولُ لا إله إلا الله، هي كلمتُه العليا والغالبةُ على الشرك وأهله، قال تعالي : (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا)..

وأما قوله تعالي الذي ذيل به الآية : (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فإنه يعني بأن الله عزيز في انتقامه من أهل الكفر به، لا يقهره قاهر، ولا يغلبه غالب، ولا ينصر من عاقبه ناصر.. ذلك بأن الله حكيم في تدبير شؤون خلقه، وتصريفه إياهم في مشيئته، قال تعالي : (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)..

والشاهد أن محمدا (ص) أرسله الله تعالي أولا ليصدع بما أمر به من الحق والدعوة إلى الله الواحد القهار، وثانيا ليعرض عن المشركين والماكرين والمستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر يريدون من المؤمنين بالله أن يتبعوه.. ومع معرفة الله وعلمه بتأثير ما يقول هؤلاء المستهزئين في رسول الله (ص)، إن كان عليه في حياته (ص) أو تأثير ذلك الإستهزاء على المؤمنين من أتباعه بعد مماته، فإن أحسن الردود على هؤلاء المستهزئين هو تسبيح الله وحمده، والسجود إليه بكرة وأصيلا، والدعاء والتضرع إليه، وعبادته حق العبادة حتى يتوفانا الله إليه مسلمين غير خزايا ولا مفتونين...

قال تعالي : (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)..

ملاحظة : منقول و بتصرف

فداك يا رسول الله

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.