شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
ذكرَ الصبا وجميلَ عهدِ الغيدِ. قلبُ المُحبِّ فباتَ في تسهيدِ
شاقتهُ حسناءُ البيانِ وكشحُها أخذَ اللبابَ كصرخدٍ معقودِ
ما الروضُ في زمنِ الربيعِ وقد كسى هذا الثرى بالحسنِ والتجديدِ
وتفتَّحتْ أزهارُهُ وتمايلتْ أغصانُهُ في روعةٍ وسعودِ
وخمائلُ الحُسنِ التى قد أثمرتْ وبها السَّرِيُّ كلؤلؤٍ منضودِ
بألذَّ منها أو أشدَّ نضارةً وملاحةً من قدِّها والجيدِ
عُلِّقتُها عَرَضاً وصرتُ مُتيَّماً بالمتنِ منها ورسمِها والعودِ
وجُمانِها البَحْرِيِّ حينَ تبسَّمتْ عن ثغرِها الوضَّاحِ بينَ ورودِ
وتقصَّدتْ قلبي برَخْصِ بنانِها وبلَدْنِ متنٍ مع جمالِ خدودِ
حوَّاءُ درماءٌ وذاتُ محاسنٍ لمياءُ صهباءٌ مرامُ مُريدِ
قد يمَّمتْ عُرْضَ الغروبِ بعيدما تركتْ فؤادَ الصَّبِّ جَدَّ شهيدِ
أرضاً بها نزلَ الوباءُ فلم يدع في أهلِها من سوقةٍ أو صِيدِ
مغنى الجمالِ وقد غدتْ موبوءةً مسبوعةً والخطبُ جدُّ شديدِ
كيفَ الوصالُ وأهلُنا بمحلَّةٍ ذاتِ ابتعادٍ عن محلَّةِ خودي
أبلغْ جميعَ أحبتي وقرابتي أنَّ الوبا يجتافُ أرضَ رشيدِ
ما كنتُ أشعرُ أنهُ حقَّاً وبا حتى دنا من قريتي في العيدِ
لولا اختلاطُ الناسِ دونَ كمَائِمٍ والاختلاطُ هو الرَّدى كم يودي
أمَّا التصافحُ بالأكُفِّ بليَّةٌ فدعوهُ إنَّ اللمسَ غيرُ مُفِيدِ
وتنبَّذوا عمَّنْ بدا بصريمةٍ إنَّ التبُّذَ نُجْحُ كلِّ سديدِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
إضافة تعليق جديد