رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 16 نوفمبر 2024 6:47 م توقيت القاهرة

أدب المقاومة فعال في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. بقلم الكاتب المصري السيد نجم

يجب أن تبقى القضية الفلسطينية حيّة في عقول وصدور الجميع
---
"جائزة فلسطين العالمية للآداب" جائزة عالمية غير حكومية تقام مرة كل سنتين، تأسّست عام 2019 بالتعاون مع اتحادات الكتاب والنقابات الثقافية والأدبية في بعض الدول الإسلامية ودول أخرى، وهدفها التعريف بالكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين والمقاومة وتحرير القدس.
فتحت لجنة الجائزة منذ العام المنصرم باب المشاركة للأعمال المؤلفة في الأعوام 2021، 2022 و2023، والتي "تتحدّث عن المقاومة وتحرير فلسطين عموماً والقدس خصوصاً من الاحتلال الصهيوني، وكذلك الأعمال المتعلقة بفضح الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين".
وتتضمن الجائزة أقسام القصص الطويلة والقصيرة وقصائد للأطفال، والرواية، والمذكرات، والشعر، والمسرح.
وتتم مراجعة جميع الأعمال التي تتلقّاها لجنة التحكيم من الدول المختلفة بعد إنتهاء مهلة الاستلام، من ثم تمنح أمانة الجائزة مبالغ مالية لأعمال مختارة من كل مجموعة بعد مراجعة العمل والاتفاق عليه.
لا يختلف عاقلان على أنّ تنظيم الفعاليات الأدبية حول القضية الفلسطينية، خصوصاً في ضوء ما يجري في فلسطين المحتلة من مجازر وحشية، سيشكل لا محالة وعيّا قوميا واسلامياً حول القضية، كما يعتبر مؤشرا إيجابيا لنهضة أدبية و ثورة فكرية افتقدناها لعقود من شأنها أن تُحرك الضمير العالمي والإسلامي و العربي.
ليس من باب المزايدة أن نُصنِّف الفعاليات الأدبية بمختلف تشعباتها ومحاورها بأنها تضاهي في تأثيرها وعنفوانها وبلاغتها قوّة السلاح، ألم تقم الثورة الفلسطينية على أكتاف الأدباء؟
عطفاً على ما سلف، وفيما لم تعد تفصلنا سوى أيام عن تظاهرة جائزة فلسطين العالمية للآداب في دورتها الثانية، أجرينا حوارا مع الكاتب المصري الشهير " السيد نجم"، الذي تنوعّت أعماله الأدبية وامتازت بغزارتها خلال مسيرته الفنّية، وهو الحائز على جوائز أدبية عدّة من أبرزها:
-جائزة القصة القصيرة لنادي القصة بالقاهرة عامي 1984 و1992.
-جائزة سوزان مبارك في أدب الطفل عام 1993.
-جائزة الرواية العربية، نظمتها صحيفة (أخبار اليوم)، عام 1998.
-جائزة القصة القصيرة (في أدب الحرب)، نظمتها القوات المسلحة المصرية، عام 2000..
وفيما يلي نص الحوار:
-ما هي أهم مهمة لأهالي القلم في مواجهة القضية الفلسطينية وحرب محور المقاومة الاخيرة مع الكيان الصهيوني؟
لعل المهمة الأولى لكل من يحمل قلما الآن هي أن يجند قلمه ويوجّهه نحو فلسطين وقضيتها العادلة.. سواء كان قلما ابداعيا يكتب القصة والرواية او الشعر والمسرحية وغيره..وكذلك الكتابات غير الابداعية مثل المقال والدراسات والخواطر والتحليلات وغيره..على أن تتوجه تلك الكتابات الى الصغير والكبير، حيث يلزم توعية الاجيال الجديدة بالقضية .. وأيضا أن تتنوع أنماط تلك الكتابات وتقوم على التناول التاريخي أو الاجتماعي أو السياسى التحليلي لبيان تاريخ القضية وحقوق الشعب العربي فيها.
ولا يمكن اغفال دور التناول الدرامي والسينمائي وبقية الادوار الفنية مثل الفن التشكيلي، فالقضية جديرة باهتمام الجميع.. كل العقول والطاقات الابداعية والتحليلية.
-برايك، الى أي مدى يكون السرد وانتاج أدب المقاومة والنضال فعالا في لفت انتباه الامم الى القضية الفلسطينية؟
بداية وبكل الثقة أؤكّد أن أدب المقاومة فعالا وبحق في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. وهذا السؤال تحديدا يثير قضية هامة يغفل عنها البعض، ألا وهي فاعلية وتأثير الكلمة سواء فى الادب أو الفنون أو التحليلات والدراسات في كل مراحل قضية ما، سواء التنبية عن خطورة حالة ما لو وقعت وتضر بالشعوب أصحاب الحقوق، وأثناء الانقضاض على تلك الشعوب وممارسة الاضطهاد والابتزاز والظلم عليها وبعد أن يتمكن المعتدي من الهيمنة أو السيطرة أو الاحتلال ..
فتاريخ القضية الفلسطينية متوّج بتلك المحاولات المقاومية من بداية الانقضاض الشرس والهجرة الكبرى في بداية القرن الماضي.. وكانت هناك بعض المحاولات الابداعية في الرواية والشعر حتى أن الرواية الفلسطينية تؤرخ برواية "الوريث" عام 1926م، وهي تتناول قصة شاب فلسطيني أحب فتاة يهودية استغلته حتى تمكنت من الحصول على كل أمواله بمعاومة سماسرة يهود ولفظته في النهاية.. ولعلها بذلك تحذر مما حدث من بعد من لصوصية.
وكذلك هناك الرصد التاريخي والنضالي لمقاومة الشيخ القسام لمدة ثلاث سنوات، ولعل الصور القليلة والكتابات التاريخية عى ما أبقى هذا التاريخ النضالي.
وأرى أن المزيد من متابعة الدرس والابداع حول القضية الفلسطينية يزيد من تعريف الاجيال الجديدة لها، وأن تبقى القضية حية في عقول وصدور الجميع.
-ما الذي دفعك الى الاهتمام بالكتابة عن فلسطين؟
لقد كتبت حول القضية الفلسطينية ابداعيا، وفي الدراسات والمقالات للارتباط النفسي والعضوي بها حيث ولدت عام 1948م وهو عام النكبة وهو رابط غير مباشر ولكنه نبهني صغيرا أن عمري بعمر الرغبة في استرداد الحقوق الفلسطينية، ثم مشاركتي في النشاط الطلابي بالجامعة (طالب بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة)، ثم تم تجنيدي واصبحت في مواجهة عملية ضد العدو الصهيوني قبل واثناء حرب اكتوبر73، اما وقد تمت التجربة الحياتية للنشأة والشباب فقد كتبت ونشرت الآتي: (كتاب "المقاومة والحرب في الادب الفلسطيني.. الانتفاضة نموذجا" عام 2006م _ كتاب "الطفل والحرب في الادب العبرى" عام 2012م + "أطياف ابداعية في مواجهة العنف عام 1021م (مع كتب تنظيرية في أدب المقاومة عموما)
ختاما فان الدافع الحقيقي وراء الاهتمام بالقضية الفلسطينية بصرف النظر عن الدافع النفسى المشار إليه/ هو قناعة موضوعية أن وجود هذا الداء الخبيث او البؤرة الشريرة (اسرائيل) معوق حقيقي لكل الآمال في سلام ونمو حقيقي بالمنطقة أو الاقليم كله لارتباطها بقوى كبرى لها مصالحها الخاصة.
وأكد السيد نجم أنه تعرف على جائزة فلسطين العالمية للادب، عن طريق الفيس بوك.
-باعتبارك أحد الفائزين بالدورة الاولى لجائزة فلسطين العالمية، كيف تقيم ضرورة إطلاق مثل هذه الجائزة التي تسعى الى تعزيز انتاج الاعمال الجيدة والرائدة حول القضية الفلسطينية؟
ان ضرورة إطلاق مثل تلك الجائزة لا يقل أهمية عن تمويل رجال المقاومة المسلحة بالسلاح المناسب، بل لعلها تسبقة بخطوة، ألا وهي تأهيل هذا المقاوم لتقديم كل ثمين من أجل الارض..
ومع ذلك أرى تحويل كافة الاعمال الفائزة الى أعمال مرئية ومسموعة بداية من الفيديو الى الفيلم السينمائي الى المسرحية الى الدرامي التلفزيونية وغيره من آليات الميديا الجديدة.. وذلك حتى يسهل التعامل مع الاجيال الجديدة. وربما أيضا الكبار ممن لا يقرأون سواء بسبب الانشغال فى الحياة العملية أو بسبب الامية أو بسبب عدم الرغبة فى القراءة وتفضيل المشاهدات.. وهكذا، ولا يعني هذا التقليل من شأن الكتاب بل لتزكية محتوى الكتب الفائزة لمزيد من الجمهور المتفاعل مع الابداعات والتجارب الفائزة وبالقضية بالتالي.
-برايك ما مدى فعالية ودور جائزة أدبية عالمية لسرد قصة فلسطين والمقاومة في النضال الناعم والثقافي ضد الكيان الصهيوني؟
للكلمة فعاليتها وستظل على الرغم من كل المعطيات الرقمية الجديدة، فهي بداية تقدم لنا الوان الابداعات التي لا نتخيل وجودها دون الكلمة ، وكذلك الكلمة يمكن تحويلها الى أنماط أخرى من جملة المشاعر التي تتضمنها مثل التشكيل باللون والموسيقى بالصوت ومع كل النمو والتطور والمتغيرات المتوقعة سوف يبقى للكلمة المكتوبة مكانتها.. وبالتالي ستظل هي الحافظة على جوهر القضية الفلسطينية مهما تعرضت القضية من مشاكل على أرض الواقع.. بل وفيها الامل في تجاوز ما تم من احباط والامل في القادم.
-ما هي الحلول التي تقترحها لتوسيع نطاق الجمهور العالمي للاعمال المختارة بهذه الجائزة؟
هناك تجربة للعدو في هذا المجال يمكن أن نتعرف عليها، ففي عام 1952م قرروا تكليف أحد الادباء لكتابة قصة طويلة أو رواية للمرحلة العمرية من 12 حتى 18 سنة واستمرت السلسلة حتى عام 1967م وطورها بترجمتها الى خمس لغات أوروبية.. واستمرت السلسلة حتى اليوم تخاطب الطفل العبري والاوروبي.. مع ملاحظة الآني:
اسم السلسلة "حسمبا" وهو نداء الحرب كما نردد نحن نداء "الله أكبر".. وهذه السلسلة توزع بالمجان من سفاراتهم فى الدول الاوربية وفى العالم بأهم حمس لغات فى العالم.
اذن فى تقديرى الحل فى الترجمة والتوزيع على نطاق عالمى ثم تحويل الاعمال الى أعمال للمشاهدة أيضا أو للاستماع.
-ما هي الاجراءات التي يمكن اتخاذها لتشجيع وتعزيز رواة نضال وملحمة الشعب الفلسطيني؟
لعلها جملة اجراءات تتمثل في: التعريف بهم ككتاب أو كشخصيات لها ما يميزها بسبب نضالها من أجل فلسطين.. تشييد قناة تليفزيونية تتبنى القضية الفلسطينية من خلال الابداعات المختلفة بل وحديث الفدائيين الفائزين يتحدثون عن تجربتهم.. مخاطبة الطفل باسلوب يناسبة وتعريفة بكل عمل فاز في الجازة.. بل هناك الاعمال غير الفائزة ولكنها تحمل نبض فلسطين يمكن الاشارة إليها ومنها الاعمال الفدائية التي لم تفز فهي جديرة بالرصد لانها تاريخ القضية وان لم تحقق الفوز.
-كيف يمكن تشجيع الجيل الجديد من الكتاب والتعبير عن روايات المقاومة؟
اقترح أن تُقسم توجّهات الجائزة الى قسمين، قسم للشباب حتى 35سنة وقسم للكبار.
-هل لديك مقترح لتطوير التعاون الدولي في مجال أدب المقاومة حول فلسطين؟ كيف يمكن تعزيز هذا التعاون؟
لعل مجمل التعاون الدولي يتمثل في عقد المؤتمرات الثقافية – والمعارض الفنية – والمسابقات الدورية- والترجمات المتنوعة – ثم هناك القنوات المتخصصة التي يمكن انشاها وصفحات التواصل الرقمي.
ولكل مما سبق ميزاته ومشاكل تطبيقية، ومع ذلك الهدف يستحق تلك المشقة.
-هل يمكن لهذه الجائزة وحدها أن تعوض الفجوات الموجودة في الانتاج الادبي حول فلسطين على مستوى العالم؟ ما هي الاقتراحات الاخرى التي لديك؟
الاقترحات هي: تحويل المنتج الورقي الى منتج رقمي متاح على مواقع الشبكة الانترنت، وربما يضاف لها منصة خاصة أخرى خاصة بفلسطين وابداعاتها أو عناصر المسابقة.. البحث عن وسيلة لتحويل المنتج الورقي الى مشاهدات سواء في السينما أو التليفزيون.
-باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية عالمية، ما هي أهم المفاهيم التي يمكن ايصالها عن فلسطين على مستوى العالم من أجلل تحقيق المزيد من النمو والتطور؟
رجل الشارع في العالم كله لا يرغب في العنف وما يتعلق به من مظاهر حتى تلك التي تتعلق بتحرير الشعوب.. لذا فان تزكية كل ما يخص القضية الفلسطينية تحت شعار فلسطين من أجل السلام.. بمعنى أن كل ما يتعلق بفلسطين وحقوق شعبها من أجل أن يتحقق السلام في المنطقة والعالم، وليس من أجل العنف والقتال.. والمعنى الخفي أن وجود القضية بلا حل دعوة لعدم السلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.