رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 21 فبراير 2025 5:45 م توقيت القاهرة

أسباب ضلال المرجئة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سرّه وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السّحاب بقطره، وطلّ الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من أسباب ضلال المرجئة هو إلفهم عوائد الأسلاف فلم يجرؤ بعضهم أن يعتقد أن فلانا المقرب إلى قلبه قد فعل فعلا وُصف في محكم التنزيل بالشرك والكفر فيبحث عن المتشابه ما يطرد عنه ذلك الوارد المرير الناصح ويرد المحكم إلى المتشابه فيضل ويضل " بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون" 

ومنها التقليد الأعمى لمن جلّ في عينيه وكبر في فؤاده، فالحق عنده ما قاله فلان والباطل ما أنكره فيعرف الحق بالرجال ويقيسه عليهم ويخاطر بمصيره وفرصته الوحيدة مع إلغاء عقله وإبعاد تفكيره وتهميش ترجيحه "بل الإنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره" وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه " إياكم والإستنان بالرجال فإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب لعلم الله فيه فيعمل بعمل أهل النار فيموت وهو من أهل النار، فإن كنتم لا بد فاعلين فبالأموات لا بالأحياء" وقال ابن مسعود رضي الله عنه "ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر، ومن كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة" وقد تكاثر المضلون وتوارد المخذولون على إقرار الشرك في الناس ونسج المبررات لفعلهم الوخيم. 

نعوذ بالله من الخذلان ونبرأ إليه من دين أهل النيران، وقال الشيخ صالح آل الشيخ مما تميزت به دعوة الإمام أنه يدعو للتوحيد بالتفصيل فهي دعوة تفصيلية وليست إجمالية، أما إجمالا فأكثر العلماء حتى في عصره كانوا مقرين به، لذلك فإنه لما عرض دعوته على علماء الأمصار قال وافقوني على ما قلت، وخالفوني في مسألتين التكفير والقتال وذلك لأنهما متفرعتان عن الدعوة لأفراد التوحيد والنهي عن أفراد الشرك تفصيلا" وشيخ الإسلام رحمه الله سلّ السيف على الكفار الذين يدّعون الإسلام كالتتار والنصيرية وأفتى بكفرهم، وقد أطال الحديث عن الجهاد بأنواعه بالبيان والسنان ومن أعلاه القتال في سبيل الله تعالي، والقول بعدم تكفير المعين مطلقا مطية تعطيل حكم الردة وزاملة إلغاء البراءة من المشركين ودعوة للزنادقة ليجاهروا بالكفر والوثنية.

وإظهار دين أبي جهل وأبي لهب والصابئة والمجوس واليهود والنصارى وسائر الضلال، كما أن التجاسر على تكفير الناس بلا برهان حفرة كبرى من النار، وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله "والتجاسر على تكفير من ظاهره الإسلام من غير مستند شرعي ولا برهان مرضي يخالف ما عليه أئمة العلم من أهل السنة والجماعة وهذه الطريقة هي طريقة أهل البدع والضلال"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.