رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 7 مايو 2024 12:57 ص توقيت القاهرة

أمي ما زلت أعيش في علاكي يوم ذكراكي.. بقلم طارق سالم

يوم تحل عليا ذكرى رحيل أمى في مثل هذا اليوم من كل عام أجد قلبي يرتجف ويضعف نبضه ويوجع صدرى ويهتز وكأن حاله يريد أن يعلمنى أن هذا هو يوم الوجع يوم الألم يوم الفراق يوم فقدان الحضن يوم فقدان الحنان يوم فقدان الأمن والأمان يوم فقدان غطاءك الدنيوي الذي يحميك من الصعوبات يوم فراق الجذر الذي تنبت منه أحلامك لقدوم سنواتك يوم فراق اللمسات التى تحمل الحنية والطيبة وكأنها لمسات تقوى عضدك وتصلب ظهرك وتشفى صدرك وتعلو شأنك لمسات تعلم من نعومتها كل الورود لمسات تعلم منها موج البحر الهادي لشواطئه لمسات تعلم منها السحاب حين يلمس المطر لمسات تحس على الأمل بغد أفضل وأحسن وأقوى لمسات تصد عنك الأنفاس لمسات تحميك من الطقس البارد والحار لمسات تطفى على بشرتك الصحة والعافية .
• هذا اليوم هو ذكرى رحيل أمى التى ما زال القلب موجع لأنه فقد حبل الوريد الحقيقي الذي كان متعلق به ومستقوى بقوته وفقد شحنات النبض التى تنظم دقاته تشفى حجراته .
• ذكرى رحيلك يا أمى تأتى وأنا في غيابات الجب منذ هذا اليوم الصعب القاسى عليا وعلى كياني كله يوم حزنت فيه الطرقات والديار يوم حزنت فيه البشر والطير والشجر يوم حزنت فيه حتى الحجر نعم ليس هذا مبالغة في وصف الفراق في هذا اليوم ولكنها حقيقة يا أمى لم أكتشف هذا الحزن ابدا إلا بعد فراقك عنى وعن عالمى الدنيوي كل منهم مازال ينظر إليا نظرة الشفقة والتعجب وكأن أعينهم تحدثنى وتقول حبة عيني ماذا تفعل بعد الأن
• ذكرى رحيلك يا أمى :جعلتنى فقدت الطرقات ولم أعد أحتمل السير عليها كما كنت معك لأنها تعاتبنى وتسألنى إلى أين أنت ذاهب ولقد أغلقت الديار ولم يعد بها أنفار وهنا يا أمى أقف مكانى متسمرا لم أتحرك ولم ينطق لسانى ولكن أنظر تحت قدمى فلم أعد أرى الطريق وكأنه شبح من أشبح الحياة لم يكن مستويا لم يكن لينا لم يكن هاديا لم يكن منيرا لم يكن صاحبي
• ذكرى رحيلك يا أمى : ما زلت في حاجة ماسة إلى علا حبك وعلا حضنك وعلا حنانك وعلا أمنك وأمانك مازلت في احتياج إلى الرحمة بالأرض والعطف والكرم أحتاج إلى من يخبرنى ما بداخلى قبل أن ينطق لسانى أحتاج إلى أحساسك يا أمى الذي كنتى تلبسينه لي اذا كان حزن وهم وألم ينقلب عليا فرح وهنا وسرور .أحتاج إلى لمساتك يا أمى التى كانت تنمى بدنى ويكبر بين يديكى حبا وحنانا يدك التى كانت هي بالنسبة لى هي مجداف شراعي وحياتي يدك التى هي كانت تظلنى من حر الشمس وتدفيني من برد الشتاء يدك التى كانت دائما ما تعطى لى الخير كل الخير ولا تأخذ حتى ولو كانت في حاجة له أو منه .
• ذكرى رحيلك با أمى : جعلتنى احس ايامى وعمرى أننى كطير يقف على جذوع الشجر وفروعة الحطبية الغير مخضرة لأنها لم تعد تنب الخضرة ولا تنبت الفروع لأن أرض الجذر نبضت وجفت ولم تعد تروى وتسقى .
• ذكرى رحيلك با أمى : جعلتنى أحسب ما بقى من العمر لأننى اشتقت لك ولحضنك وحبك وحنانك . جعلتنى برغم حزنى وألمى على فراقك إلا أنها تأتى لتعيد لى ذاكرة الأمومة ذاكرة الحياة الجميلة التى عشناها سويا وكأنه فيلم يجول بخاطرى ويعرض أمام عيني وكأنها تقولى لى يا بنى لا تحزن أنا معك وجنبك وحواليك . لا تقلق أنا لم أحرمك كرمى لأنه من كرم ربك وربي . عش كما أنت وأنا ما زالت أرعاك بدعاء رب السماء .
وأخيرا يا أمى لقد وقفت أمامك ولا أملك لك إلا الدعاء والاستجابة من رب السماء ولكنى أحسستك يا أمى أنك سعيدة باللقاء وفرحة قلبى دلتنى عليك أنك في كنف ربك في جناته التى هي سكن الأمهات .
فياربي يا رحمن يارحيم أغفر لأمى وأرحمها وشفع فيها الصيام والقيام وتلاوة القرأن . أجعل قبرها روضة من رياض الجنه . اللهم أنزل على قبرها النور والضياء والفرح والسرور . ظلها بظلك يوم لا ظل إلا ظلك . جازها عنا كل خير يارب العالمين . أنت أرحم الراحمين . يارب العالمين .
استودعك الله خيرا يا أمى وأتركك في رعاية ربي وحفظه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.