رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 1 فبراير 2025 6:32 م توقيت القاهرة

أهل الإسلام كالجسد الواحد بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، الحمد لله استخلف الإنسان في الأرض ليعمرها، وخلق له ما في السماوات وما في الأرض وسخرها، أحمده سبحانه وأثني عليه والى علينا نعمه وآلاءه لنشكرها، ومن رام عدّها فلن يحصرها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة حق ويقين أرجو عند الله أجرها وذخرها، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله رسم معالم الملة وأظهرها، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه كانوا أفضل هذه الأمة وأكرمها وأبرها، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا أما بعد فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فإتقوا الله عز وجل رحمكم الله وأخلصوا لربكم القصد والنية فإنما الأعمال بالنيات وإجتهدوا في الطاعة فقد أفلح من جد في الطاعات، والزموا الصدق في المعاملة فإن دين الله في المعاملات ثم أما بعد.
إن الدعوة السلفية للإسلام كمعادن الطيب النفيس فكلما إزداد ضربها نصع طيبها وتضوع عبيرها وهذا عائد لأنها تتضمن حقيقة الإسلام الصافي الذي لم يشب بلوثة خرافة أو حوبة زندقة أو تحريف للكلم عن مواضعه بل رجعت بالأمر إلى أوله وهو التوحيد والسنة وانطلقت منه وانتهجته فانتظم لها الدين جملة وإنسجمت تصورات العقول مع حاجات القلوب وأعمال الجوارح فكان من أراد محض الإسلام الذي لم يشب ناله بأيسر جهد موافقا لفطرته السوية وعقله الذكي خاليا من الأكدار والتعقيدات والمقدمات والآصار والأغلال فوجدت الفطرة طريقها السوي فسكنت وتاقت إليه الروح ونالته فخشعت وأطلق العقل عنانه المنضبط في مهيعه وسموه وأظهرت هذه الدعوة للأمة المهدية المرحومة طريق نبيهم صلوات الله وسلامه عليه واضحة آثار سيره عليه.
محفوظ المسلك بيّن المعالم يسير المرء فيه فيراه واضحا جليا فلا يستوحش ولو سار وحده لكثرة من يرى من سلفة الذين قد ساروه وسلكوه فيرى آثار نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى إثرها الأصحاب والتابعون والأتباع ومن سار على تلك المحجة القويمة وإستقام على ذلك الصراط المستقيم ويرى الأئمة فيه بسيرهم وأقوالهم وفتاويهم يرشدونه حتى لا يضل ويبصرونه حتى لا يزيغ ويعظونه حتى لا يتنكّب صراط المنعم عليهم الذي امتن الله به عليه فتستأنس نفسه في ذلك الطريق المسلوك بمعية من ساروا عليه من بدور الدجى وحرّاس الملة وحفّاظ الإسلام فيرى الواقف في طرف الطريق قوافل الأئمة والصالحين والصديقين والعبّاد والشهداء يسبقهم نبيهم صلى الله عليه وسلم قد تركهم في أوله وينتظرهم في آخره، فليس في ذلك الطريق الجميل شرك ولا بدعة.
ولا فسق بل توحيد وسنة وطاعة، جعلنا الله جميعا ممن حقق ذلك ومات عليه، آمين، وأهل الإسلام "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر" متفق عليه، ولهما مرفوعا "كالبنيان يشد بعضه بعضا" وقد مدحهم ربهم جل وعلا بقوله "رحماء بينهم" وقال أيوب السختياني رحمه الله "إنه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنه مات فكأنما فقدت عضوا من أعضائي" وأهل السنة يعرفون الحق يرحمون الخلق ويمحضونهم النصح وهل ذلك إلا بأن تتحقق الشهادتان في النفوس ظاهرا وباطنا، فالحمد لله الذي أكمل لنا الدين ورضيه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم" أكمل لهم الدين فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا وأتمه فلا ينقصه أبدا ورضيه فلا يسخطه أبدا، وقال أبو ذر رضي الله عنه "لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلّب جناحه في السماء إلا ذكر لنا منه علما" رواه أحمد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.