رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 21 يناير 2025 3:44 م توقيت القاهرة

أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 يناير 2025
الحمد لله القائل في كتابه العزيز " وربك يخلق ما يشاء ويختار " والإختيار هو الإجتباء والإصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته عز وجل، ومن إختياره وتفضيله سبحانه وتعالي هو إختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حرما، وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وإنتقالها كما يفعله الكفار، والأشهر الحرم وردت في الآية الكريمة مبهمة ولم تحدد أسماؤها وجاءت السنة بذكرها، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام خطب في حجة الوداع وقال في خطبته "إن الزمان قد إستدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " رواه البخاري. 

وسمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور، وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك، وقال الأحنف عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر، وروى أن ابن السماك دخل على الرشيد يوما فاستسقى فأتى بكوز فلما أخذه قال على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال بنصف ملكي قال اشرب هنأك الله تعالى فلما شربها قال أسألك لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها قال بجميع ملكي قال إن ملكا قيمته شربة ماء وبوله لجدير أن لا ينافس فيه فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا، أما طعام أهل الجنة وشرابهم والآنية التي يشربون فيها فشيء آخر. 

فإنهم لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال في الخمر أربع خصال السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله خمر الجنة، ونزهها عن هذه الخصال، وأول طعام أهل الجنة زيادة كبد الحوت، وكما أن الإنسان في هذه الدنيا يحرص على أن يكون لباسه طيبا وجميلا ويدل على شخصيته ومكانته بل ويتباهى الناس ويتفاخرون في ذلك وينسون أن تلك الثياب التي يتعالى بعضهم على الناس بها سوف تبلى عن قريب، أما أهل الجنة فإنهم يلبسون فيها الفاخر من اللباس ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ، ولكنها ثياب لا تبلى أبدا، وأما عن نساء الجنة فأعظم بجمالهن وحسنهن فإنهن محورات العيون ملألآت الخدود تكسوهن النضرة ويملؤهن الجمال.

أخاذات بنظراتهن ساحرات بحسنهن، قاصرات بطرفهن، طاهرات مطهرات، وعن إبن عباس رضي الله عنهما أنه قال " لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها، ولو أخرجت نصيفها، خمارها لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها، ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما على الأرض، فنسأل الله أن يجعلنا ممن يعظمون حرماته ويلتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.