بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد لقد وضع الإسلام شروطا للعلاقات الزوجية حتي تستمر الحياة بين الأزواج، فينبغي عليك أن تتذكر أيها الزوج قول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه " إن أحق الشروط أن توفوا بها ما استحللتم به الفروح " فعلى الزوج القدوة أن يحرص على إحترام أسرة الزوجة وإكرامها وخاصة والديها بحيث يشعرون وكأنه إبنهم وذلك بجانب بره وإحسانه لأسرته وخاصة والديه.
حيث قال الله تعالى " واعبدوا الله تعالى ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى "واعلم بأنك تسب امرأتك إذا إمتدحت امرأة أخرى أمامها، واعلموا ن الزوج الصالح أب بعد أب، وإحذر أخي الزوج أن تكون من الناس الذين هم داخل بيوتهم من أفظ الناس وأغلظهم وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم، وإعلمي أيتها الزوجه بأن الزوجة الحكيمة فعلا هي التي تنصر الزوج على نفسه، فتذكره بالله دائما وذلك طمعا في إستمرار السعادة الأسرية، كما كانت نساء الصحابة رضوان الله عليهن يقلن لأزواجهن عند الخروج من البيت "بالله عليك لا تدخل علينا حراما واتقي الله فينا " وما أجمل أن يكون الإحترام المتبادل بين الزوجين قائما على الدوام وأن يكون عن طيب خاطر وراحة نفس، والواجب عليك إحترامك زوجك والإعتراف له بالقوامة.
وعدم منازعته في الإختصاصات التي يجب أن ينفرد بها وإنزاله منزلته التي أنزله الله إياها، من كونه رب الأسرة وسيدها وحاميها والمسؤول الأول عنها، ولننظر جميعا إلي السيدة أم هانئ حين خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأبت، لا لعدم رغبتها أو موافقتها، بل لإنشغالها وهي أم أطفال صغار، أن يطغى أحد الواجبين على الآخر، وهما واجب الزوج وواجب الأطفال، وإعلمن أيتها الزوجات أن من حقوق الزوج هو التزين له، حيث روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال أمهلوا حتى ندخل ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيّبة " رواه البخاري ومسلم، وأيضا مراعاة مشاعر الزوج، فعليك أن تبتعد عما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق.
وعليك كذلك مراعاة ظروفه المالية والإجتماعية، وأيضا حفظ أسرار الزوج وعدم إفشاءها، وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين، حيث قال الله تعالى " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " وفسر بعض المفسرين قوله " حافظات للغيب بما حفظ الله " أنهن الحافظات بما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه ويتحتم ستره من بواطن وأسرار، وفي الحديث " إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه، وقيل أنه ذهبت أم كلثوم بنت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم وهي ابنة خمس سنين في حاجة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان ثوبها يجر ورائها شبرا أو يزيد، فأراد عمر رضي الله عنه أن يمازحها فرفع ثوبها حتى بدت قدماها، فقالت مه، أما لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك.
إضافة تعليق جديد