رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 15 يونيو 2025 9:49 ص توقيت القاهرة

إخبار علماء اليهود بصفة ومكانة رسول الله.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كيف كان إعتقاد اليهود وأهل الكتاب في رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم قبل أن يبعث، وكيف كان موجود عندهم في التوارة والإنجيل، وأما عن إخبار علماء اليهود بصفته ومكانه ووقت خروجه وهو ماكان سببا في إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه.
وإليكم قصة سلمان العجيبة ويرويها بنفسه فيقول كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها جى، وكان أبي دهقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة، وكانت لأبي ضيعة عظيمة الضيعة، هي تجارة الرجل أو صناعته أو زراعته، فشغل في بنيان له يوما، فقال لي يا بني إني قد إنشغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فاطلعها وأمرني ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدرى ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم، دخلت عليهم انظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه.
فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها، فقلت لهم أين أصل هذا الدين ؟ قالوا بالشام، ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، فلما جئته قال أي بني أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قلت يا أبت مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس، قال أي بني ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه، قلت كلا والله إنه لخير من ديننا، قال فخافني فجعل في رجلي قيدا ثم حبسني في بيته، وبعثت إلى النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم، فقدم عليهم من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم، فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فأخبروني، فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام.
فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا الأسقف في الكنيسة، فجئته فقلت إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلى معك، قال فادخل، فدخلت معه فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها أشياء إكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق ، فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع، ثم مات، فإجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها إكتنزها لنفسه، ولم يعطي المساكين منها شيئا، قالوا وما علمك بذلك، قلت أنا أدلكم على كنزه قالوا فدلنا عليه، فأريتهم موضعه، فإستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا، فلما رأوها قالوا والله لا ندفنه أبدا، فصلبوه، ثم رجموه بالحجارة ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلا يعني لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه، أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه، فأحببته حبا لم أحبه من قبله وأقمت معه زمانا، ثم حضرته الوفاة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.