بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات ، ثم أما بعد إن الناس اليوم يختلفون اختلافا كثيرا في الفهم من وجوه متعددة وهو أولا بالإيمان، فإنه كلما قوي إيمان الشخص قوي فهمه في شريعة الله تعالى سواء من الكتاب أو السنة لأن الإيمان نور يقذفه الله تعالى في القلب فيبصر به ما لا يبصره غيره، وثانيا بالعمل الصالح، فإن الإنسان يزداد بالعمل الصالح فهما في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تبارك وتعالى " ويزيد الله الذين اهتدوا هُدى " وكما قال الله تعالى " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم"
وثالثا هو كثرة القراءة والتدبر في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أُولوا الألباب " وكما قال تعالى " وهذا كتاب أنزلناه مبارك " وكما قال الله تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر" فمتى كثرت ممارسة الإنسان لقراءة القرآن والأحاديث النبوية، وتدبره لما فيهما من المعاني إزداد فهما، ورابعا وهو الفهم الغريزي الذي يمنّ الله تعالى به على من يشاء من عباده فإن الناس يختلفون في الفهم الغريزي إختلافا كثيرا، وخامسا وهو قلة الشواغر، فإن الذهن آلة إذا أشغلتها بشيء إنشغلت به عن الشيء الآخر ولهذا لا ينبغي لطالب العلم أن يشتغل بالأشياء الجانبية التي لا تعينه على علمه لأن هذه مع تضمنها إضاعة الوقت.
هي أيضا تدمر الذهن وتشتته وتجعله يتكلم بما ليس فيه فائدة بل بما فيه مضرة، واعلموا أن هناك أسباب لإخفاق الآباء والمعلمين في تربية الأولاد وتعليمهم، وذلك يكمن في رؤية هؤلاء لمفهوم الموهبة مقابل العمل الجاد، ولقد أظهرت الدراسات أن عددا لا بأس به من الآباء ما يزالون يرون الموهبة والقدرات الشخصية هي المسئولة عن سوء أداء أبنائهم، وما يحتاجه الآباء فعلا ومعهم المعلمون والأساتذة وهو إعلاء قيمة العمل الجاد بدلا من الموهبة، وإن التلميذ قد لا تكون له موهبة أصلا ومع ذلك فإنه بالإجتهاد والمثابرة والعمل المتواصل يمكن أن يكون في النهاية من التلاميذ المتفوقين والممتازين والناجحين بإذن الله تعالي وعلى المعلم أن يكون متمكنا ومتقنا للمادة التي يدرسها وإلا ناله عتاب الله له، وإستياء التلاميذ وأوليائهم منه.
وإذا كان المعلم غير متمكن فلا يصلح أن يتحدث مع التلاميذ في دين لأن حديثه هذا قد يأتي بالثمار المعاكسة، بمعنى أنه قد ينفر من الإسلام بدلا أن يجلب إليه، وإذا وجد الأستاذ بأن تلميذا له مشكلة نفسية يمكن أن يوجهه إلى المرشد المدرسي أو إلى المستشار التربوي، وإذا وجد تلميذا محتاجا ماديا وقدر على تقديم العون له، فليفعل، ولا بأس أن ينصح من يقدر على إعانته بإعانته مع الإستعانة على هذا الأمر بالكتمان حتى نرفع الحرج عن التلميذ، فاللهم انصر عبادك المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم عونا ونصيرا، اللهم آمن خوفهم، وأطعهم بطونهم وآنس وحشتهم واشف مريضهم واجبر كسيرهم، اللهم عليك بمن نكل بهم، اللهم أره سوء العذاب وأرنا فيه عجائب قدرتك يا عزيز يا قادر اللهم أغثنا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغث بلادنا بالامطار، واغث قلوبنا بالإيمان، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق يا رب العالمين.
إضافة تعليق جديد