كتب حسام الشرقاوي
عقلك عبارة عن ماكينة من الاقتراحات
ضع في بالك أن كل فكرة في رأسك عبارة عن اقتراح وليست أوامر. عقلي في هذه اللحظة يقترح علي بأني أشعر بالتعب، ويقترح علي أن استسلم وأن أسلك طريقاً أسهل. ولكن لو توقفتُ للحظة، سأستطيع اكتشاف اقتراحات أخرى، وسأجد أن عقلي يقترح علي أني سوف أشعر بحالة جيدة جداً بمجرد أن أنهي هذه المهمة، ويقترح علي أني سوف أُعجب بشخصيتي التي أبنيها إذا التزمت بالجدول الذي وضعته لي، وكما يقترح علي أيضًا أن لدي القدرة على إنهاء هذه المهمة، حتى عندما لا أشعر بأني أملك القدرة.
تذكّر، جميع هذه الاقتراحات خيارات وليست أوامر، لذا أنا لدي كامل القدرة على اختيار الاختيار الذي سأتبعه.
يقول روزفلت: “إن أفضل جائزة تمنحها الحياة هي فرصة العمل بجد في عمل عظيم يستحق هذا الجهد”
شعور التعب مؤقت
إن قيامك بأي عمل تقريبًا سينتهي في وقت قصير، إذا ما قارناه بالوقت المتبقي في بقية يومك أو أسبوعك، فتمارينك ستنتهي في ساعة أو اثنتين، وستنتهي من كتابة تقريرك كاملًا بحلول صباح الغد. كما ستنهي هذه المقالة في لمح البصر.
الحياة أصبحت الآن أسهل مما كانت عليه في أي وقت مضى، فقبل 300 سنة، إن لم تصطد طعامك وتبن منزلك، سوف تهلك. أما اليوم فالوضع اختلف كثيرًا، صرنا نتذمر ونسخط عندما ننسى شاحن الهاتف النقال. الحقيقة الثابتة هي أن حياتك جيدة، وشعور التعب شعورٌ مؤقت، لذلك تخطّ هذا الشعور واجعل منه عتبة تقويك. لن تشعر بالندم على قيامك بعمل بعد الانتهاء منه
مقولة ثيودور روزفلت الشهيرة “إن أفضل جائزة تمنحها الحياة هي فرصة العمل بجد في عمل عظيم يستحق هذا الجهد”. إننا نرغب في كثير من الأحيان أن نبذل مجهودًا يسيرًا لإنجاز عمل عظيم، ونريد أن نقدّم عملًا مفيدًا ومحترمًا ولكننا لا نحتمل المعاناة المصاحبة لذلك العمل، ونريد أن نحظى بجسم مفتول وقوام رشيق، ومع ذلك لا نرغب في أداء التمارين باستمرار، إننا نأمل في الحصول على النتيجة النهائية، لكننا غير مستعدين لتحمل المحاولات الفاشلة التي تسبقها. نرغب في الحصول على الذهب، لكن لسنا مستعدين لتحمل عناء استخراجه. يمكن لأي شخص أن يتمنى ميدالية ذهبية، ولكن قلة من الناس لديهم الرغبة في التمرن كبطل أولمبي.
حتى هذه اللحظة، لم أندم قط على إنهاء عمل شاق، بغض النظر عن مقاومتنا له، مرت بي أيام كان من الصعب جداً أن أبدأ بعمل ما، ولكن في كل مرة أنهيه أشعر أنه يستحق كل تعبي وجهدي. أحيانًا يكون مجرد امتلاك الرغبة والهمة للقيام بالعمل هو انتصار يستحق الاحتفاء.
هكذا هي الحياة
الحياة عبارة عن عملية موازنة مستمرة بين الإذعان للملهيات والمشتتات أو التغلب على ألم الانضباط. وليست مبالغة عندما نقول بأن حياتنا وهوياتنا محكومة بهذه الموازنة الدقيقة. ما الحياة إلا مجموعة من مئات آلاف المعارك اليومية والقرارات الصغيرة، إما أن تكون قويًا وتقاوم كل الصعاب أو أن تستسلم؟
إن تلك اللحظة التي لا تشعر فيها بالرغبة في بذل أي مجهود أو القيام بأي عمل، هي لحظة ستؤثر على حياتك، بل هي جزء من حياتك مثلها مثل أي لحظة أخرى. لذا حاول أن تقضيها بالطريقة التي تشعرك بالفخر.
دع الحكم للعالم
إذًا، ماذا أفعل عندما أشعر بالاستسلام؟ أُظهر نفسي. هل سأظهر نفسي في أفضل حالاتها؟ لا أظن ذلك، ولكن مهمتي ليست تقييم نفسي، مهمتي هي القيام بالعمل وأدع الحكم للعالم.
إضافة تعليق جديد