بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت المصادر أن هناك حالتان لمدرستين ثانويتين تجديديتين، تعرضان لنا نماذج واقعية في النجاح ثم الفشل وهي مدرسة لورد بايرون، ومدرسة بلو ماونتن الثانوية في أونتاريو بكندا، ومدرسة "بلو ماونتن" إفتتحت في نفس المنطقة لمدرسة لورد بايرون منذ خمس سنوات، وتأسست على يد مدير ذي شخصية آسرة، وبهيئة تعليمية تم إنتقاؤها بعناية، وإختصت بتجديدات تقنية وتنظيمية ومنهجية عظيمة، وليس في المدرسة أقسام منفصلة لكل مادة، وكانت غرف المعلمين مختلطة، وأوضحت وثائقها بأن لا هيمنة لمادة أو نشاط.
غير صفي على المواد أو النشاطات الأخرى من ناحية الأهمية، وتشكّل فريق القيادة مبدئيا من ثمانية قياديين تنفيذيين في مجالات مثل التقنية والتقويم وتقدير الطلاب، وذلك بدلا من المجموعات المعتادة لرؤساء الأقسام، وبالإضافة إلى موادهم، فإن جميع المعلمين يتبعون مجموعة تنفيذية تلتقي بانتظام، ومن الناحية المعمارية يوجد في المدرسة مساحة مريحة للإجتماعات في مدخل المدرسة ويشبه رواقها الرئيسي سوقا تجاريا مغلقا وتستخدم ملاعبها المغلقة ومركز اللياقة من قبل الهيئة التعليمية والمجتمع المحيط بالمدرسة كما تستخدم من قبل الطلاب، ومدرسة بلو ماونتن متكاملة من الناحية التقنية، فهي من أكثر من وجه نموذج لمدرسة المستقبل المليئة بالزوار، ويبرز تميزها بعروض واضحة عن التغييرات التي تجري فيها على شاشات عرض.
ومع ذلك فإن هناك مؤشرات، كما هو الحال في مدرسة لورد بايرون، على أنها في طريقها إلى فقدان مجدها، وكان من التحديات التي واجهتها مدرسة لورد بايرون لنطبقها على مدرسة بلوماونتن هو تعاقب القيادة حيث يعمل المدير المؤسس لمدرسة بلو ماونتن في منطقة تأخذ بسياسة التدوير المنتظم للمديرين بين مدارسها، وحدث أنه تم طلب منه بعد أربع سنوات أن يحل مشكلة في مكان آخر، والمديرة التي حلّت مكانه تحظى بالإحترام والكفاءة، وهي كانت وكيلة للمدير نفسه من قبل، لكنها هي أيضا نموذج يصعب إتباع خطاه وعلاوة على ذلك كان عليها أن تقود المدرسة في بيئة سريعة التحول ومقيدة، وغير ودية تجاه المعلمين، وكما كان من التجديات هو إنتقاء الهيئة التعليمية والحفاظ عليها حيث لا يوجد في مدرسة بلو ماونتن حماية خاصة لتعيينات الهيئة التعليمية.
من أجل المحافظة على تميزها، فالمعلمون الذين تقل خبرتهم عن ثمان سنوات انتقلوا إلى أماكن أخرى، وكان لزاما على المدرسة قبول معلمين كانت قد رفضتهم في مقابلات شخصية سابقة، وهذه المشكلات زادت حدتها بسبب المغادرة المتزايدة للهيئة التعليمية الأصلية وذلك بسبب حوافز التقاعد المبكر، وبسبب عدم تحقق تطلعاتهم، وهكذا أصبحت المحافظة على الرؤية الأصلية للمدرسة مع هذا المعدل العالي لانتقال الهيئة التعليمية أمرا شديد العناء، وكما أن من الأسباب هو الحجم عندما حيث أنه زاد عدد الطلاب المسجلين في مدرسة بلو ماونتن إلى الضعف زاد عدد أعضاء الهيئة التعليمية أيضا متجاوزا المجموعة الأصلية الأولى التي عملت وأوجدت صورة خاصة بالمدرسة، ولم يتفهم أعضاء الهيئة التعليمية الجدد هذه الصورة ولم يشاركوا فيها، ولم يتم إنتقاؤهم بعناية، كما كان الحال مع المجموعة الأولى لضمان قناعتهم بغايات المدرسة.
إضافة تعليق جديد