رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 6 يناير 2025 10:28 م توقيت القاهرة

إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 4 يناير 2025
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن المتأمل للهدي الإسلامي الشامل لجوانب الحياة في تعامله مع همّ الدين يجد الدواء الناجع لهذا الداء دفعا له قبل وقوعه ورفعا له بعد الوقوع، وحسما لأثره عند القضاء وبعده، أما الإجراءات الوقائية المانعة من الدين فهي التحذير من الدين وبيان خطره ومنها هو الاقتصاد وحسن التدبير إذ أكثر الديون تصرف في الكمالات، وذلك يستلزم ضبط المصروف وحسن تقسيمه وعدم الإنصياع لبهرج الدعاية والإعلان والتخلص من العادات السيئة وإن جرى بها العمل في المجتمع.
وعدم مجاراتهم في عاداتهم المباحة إن لم تطق، ومن حسن التدبير ترك التسجيل لدى المحلات لئلا يتساهل في الشراء ويقع في الدين، ومن حسن التدبير إبقاء جزء من المال للظروف الطارئة كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول " لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني ألا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء إلا شيئاً أرصدره لدين " رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، ومنها طلب تلمس البركة في الأرزاق، ومنها أن يعوّد المرء نفسه وأهله على عدم الإستجابة للرغبات النفسية في تحقيق كل ما تريد والقناعة بما رزقوا، فقد مرّ جابر بن عبد الله على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين بلحم قد إشتراه بدرهم فقال له عمر ما هذا ؟ قال إشتريت بدرهم، قال كلما إشتهيت شيئا اشتريته" رواه ابن أبي شيبة، وما عولج الطمع بمثل اليأس.
فإن إضطر إضطرارا إلى الدين فعليه بالصدق في نية الوفاء والعزم عليه فبهذه النية يسلم المرء من مغبة الدين وخطره، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " رواه البخاري ومسلم، وروى النسائي وابن حبان في صحيحه مرفوعا " ما من أحد يدان دينا يعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أدى الله عنه في الدنيا " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من داين بدين وفي نفسه قضاؤه فمات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء، ومن داين بدين وليس في نفسه وفاؤه فمات اقتص لغريمه منه يوم القيامة " رواه الطبراني، وبهذه النية يعان المرء في قضاء دينه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه مالم يكن فيما يكره الله " رواه الدارمي.
وهذه النية لا تكون صادقة إلا بفعل الأسباب الممكنة في السداد وإن كانت قليلة لا تقوم بتغطية الدين، فمن ذلك هو توثقة الدين وكتابته في الوصية، والوصية حينئذن واجبة، ورهن المبيع به وإعطاء المدين الدائن الفائض من المال عن حاجته وإن كان قليلا، ومنها الإقتصاد في النفقة، لينفضل ما يكون به السداد وقد كان هذا منهج الصحابة رضوان الله الله عليهم في قضاء الدين كما فعل جابر بن عبد الله وابن الزبير في ديون أبيهما، كما روى ذلك البخاري في صحيحه، وكذلك حسن الظن بالله تعالي والاستعانة به، فالله عند ظن عبده به، وقد أوصى الزبير بن العوام ابنه عبد الله بقضاء دينه وقال له " يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه بمولاي " فقال له " يا أبتي من مولاك ؟ " فقال " الله " قال عبد الله " فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير إقضي عنه دينه فيقضيه " رواه البخاري.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.