رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 13 يناير 2025 7:01 م توقيت القاهرة

إن لله ملائكة سياحين في الأرض

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي، من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير، تبدي صنع خافيه، إليك يا رب كل الكون خاشعة، ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن مجالس الذكر مجالس يغفر الله لأهلها ذنوبهم، فهي مجالس مغفرة وعفو وتوبة، كما ذكر ذلك أبو هريرة رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن لله ملائكة سياحين في الأرض فضلا عن كتاب الناس، يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، 

فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلمّوا إلى حاجاتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم ما يقول عبادي؟ فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك، ويمجدونك، فيقول هل رأوني؟ فيقولون لا والله ما رأوك، فيقول كيف لو رأوني؟ فيقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا، فيقول فما يسألوني؟ فيقولون يسألونك الجنة، فيقول وهل رأوها؟ فيقولون لا والله يا رب ما رأوها، فيقول فكيف لو أنهم رأوها؟ فيقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة، قال فمم يتعوذون؟ فيقولون من النار، فيقول الله هل رأوها؟ فيقولون لا والله يا رب ما رأوها، فيقول فكيف لو رأوها؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة، فيقول فأُشهدكم أني قد غفرت لهم. 

فيقول ملك من الملائكة، فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " رواه الترمذي، وأصله في الصحيحين ففي البخاري " إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا" ومعنى " فضلا عن كتاب الناس" أي زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، إنما مقصودهم حلق الذكر، قاله النووي في شرح مسلم، ومن فضائل هذه المجالس الطيبة المباركة هو أن يبدل الله تعالي سيئات أصحابها حسنات، تكرما منه عليهم، وثوابا منه لهم على حضورهم هذه المجالس الزاكيات، وقد ورد الحديث فعن سهل بن الحنظلية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم قوموا قد غفر اللهُ لكم، وبُدلت سيئاتكم حسنات. 

وعن عبد الله بن مغفل قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما جلس قوم يذكرون اللهَ تعالي إلا ناداهم منادي من السماء قوموا مغفورا لكم، قد بُدلت سيئاتكم حسنات" وكما أن الذاكرين أهل الكرم يوم القيامة، فقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول اللهُ جل وعلا سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم، فقيل من أهل الكرم يا رسول الله؟ قال أهل مجالس الذكر في المساجد، وكما أن من ثمرات مجالس الذكر هو ذكر الله لهم، وهو أعلى المطالب وأغلى الفضائل، أن يذكرك الله تعالى وهو من هو وأنت من أنت، قال تعالى " فاذكروني أذكركم"

ومن الفضائل أيضا أن الله تعالي يؤوي من أوى إلى هذه المجالس ويقربهم إليه، وكما أن أهل الذكر أهل الجنة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال غنيمة مجالس الذكر الجنة" فإذا كان لمجالس الذكر كل هذه الفضائل فحري بالمسلم أن يسارع إليها، ويكون من أهلها، وينتسب إلى أصحابها لينال من فضائلها وبركاتها، فإن ساعة الذكر ثروة وغنى وساعة اللهو إفلاس وفاقات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.